اتهم النظام السوري، تركيا بالقيام على تحريض المسلحين في المدن الريفية الحدودية على الاستمرار في استفزاز قوات الجيش السوري، وذلك عبر القيام بعمليات عسكرية على الحدود، رغم انقضاء مهلة خطة المبعوث الأممي كوفي عنان، التي حددت بتاريخ أمس، ولا تزال المواجهات المسلحة مستمرة فيما تشهد الحدود التركية السورية أعنفها. أجرت القوات السورية انسحابا ”تكتيكيا” من العديد من المدن السورية الحدودية، وذلك التزاما بالموعد الذي حددته خطة عنان لوقف إطلاق النار بين المعارضة والنظام السوري، من أجل السماح بعودة اللاجئين ودعم المبادرات الإغاثة الإنسانية، وأكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أن سوريا استجابت لمبادرة عنان في حدود ما يضمن السيادة السورية، وقال المعلم في تصريحات نقلتها أمس وكالة ”روترز” للأنباء: ”دمشق سحبت بالفعل بعضا من قواتها من مدن تماشيا مع خطة السلام التي توسطت فيها الأممالمتحدة لإنهاء أعمال العنف المستمرة في البلاد منذ عام”. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه تلقى من الحكومة السورية تأكيدات بأنها ستلتزم بتنفيذ كافة بنود خطة مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا كوفي عنان. وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السوري وليد المعلم إنه ناقش خلال الاجتماع سبل تطبيق خطة عنان ذات الست نقاط، وتناولا التفاصيل المتعلقة باستخدام أسلحة الجيش والمعدات الثقيلة في المدن. وأضاف أن بلاده ”تصر منذ الوهلة الأولى على ضرورة حل الأزمة السورية عبر السوريين أنفسهم من خلال الحوار الشامل دون أي تدخل خارجى أو انتهاك لسيادة الأراضي السورية”. ولا يزال الانعكاس الأكبر لتطورات الأزمة السورية على العلاقات السورية التركية التي تتجه نحو مزيد من التأزم، وقال وليد المعلم أنها جزء من مشكلتنا الآن ويجب أن تعلن التزامها بخطة عنان وهي لا تستقبل مهاجرين فقط بل تحتضن مسلحين وتقيم لهم معسكرات تدريب وتسهل اختراقهم للحدود السورية وتسمح لهم بتهريب السلاح. وتقف فرنسا في صف تركيا مشككة في تصريحات النظام السوري بخصوص التهدئة، وسارعت فرنسا بالرد على تصريحات الوزير الروسي والسوري بخصوص انسحاب القوات السورية من المدن، وقالت أن دمشق لم تستجب إلى خطة كوفي عنان. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصادر إعلامية أكدت اندلاع حريق ضخم في الغابات السورية القريبة من الحدود التركية، وأشارت إلى أن الحريق اندلع جراء الاشتباكات المسلحة المسجلة بين قوات الجيش السوري والمعارضين. ودفعت تطورات الأوضاع الأخيرة على الحدود التركية السورية بوزير الخارجية التركي لقطع زيارته للصين. وقرر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ترك الوفد المرافق لرئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في زيارته للصين، بسبب التطورات الجديدة على الحدود التركية-السورية. ونقلت وكالة أنباء ”الأناضول” التركية عن أوغلو قوله أن قرر قطع زيارته الحالية للصين والعودة اليوم إلى تركيا بناء على التطورات التي تشهدها الحدود التركية مع سوريا. وأضاف أوغلو أنه أجرى اتصالات مع أربع دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات بالشأن السوري على ضوء إطلاق النار على اللاجئين السوريين داخل الأراضي التركية، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن مقتل ثلاثة مواطنين سوريين لاجئين في مدينة كيليس التركية إثر إطلاق القوات السورية النيران عليهم انتهاكٌ واضح لحدود تركيا.