ستغلت صيدليات بعنابة ندرة بعض الأدوية في السوق الوطنية، للقيام بعمليات بيع واسعة للأدوية غير المراقبة بأسعار خيالية، يتم جلبها من تونس عن طريق التهريب، ناهيك عن أن عملية تخزينها تتم في المنازل وصناديق السيارات المركونة قرب الصيدليات المعنية، دون توفر أدنى شروط الحفظ والنظافة. ودق صيدلانيون ناقوس الخطر تجاه هذه القضية الخطيرة التي تمس بالصحة العمومية، خاصة أن تلك الأدوية غير مراقبة أصلا، خاصة اللقاحات التي تدخل في سلسلة تبريد خاصة، كما أن تلك الأدوية غير معتمدة وطنيا، حيث يتم جلبها عن طريق التهريب، وبالتالي حرمان المريض من حقه في الحصول على تعويضات الضمان الاجتماعي. وذكر بعض الصيادلة أن عددا من الصيدليات في عنابة تقوم بجلب أدوية من تونس عن طريق التهريب لبيعها في صيدلياتهم، حيث وصل الأمر ببعضهم إلى القيام بعمليات لا تمت للمهنة بصلة، وذلك بتخزين تلك الأدوية في منازل ومخازن، وكذا في الصناديق الخلفية لسياراتهم المركونة غير بعيد عن صيدلياتهم دون توفر أدنى شروط الحفظ والنظافة. وقد دفعت هذه القضية بمجلس أخلاقيات مهنة الصيدلة إلى القيام بحملة تحسيسية لتوعية الصيادلة بخطورة بيع تلك الأدوية غير المراقبة، غير أنه لم يتم تسجيل معاقبة الصيادلة المتورطين في هذه العملية. وأكدت مصادرنا على هامش الربح الخيالي الذي يجنيه هؤلاء الصيادلة من وراء كل عملية، وذكروا أن دواء مثل ''كولبوسبتين''، وهو عبارة عن تحميلات مهبلية سعرها الحقيقي 7 أورو أي حوالي 750 دينار، يباع في تلك الصيدليات ب1600 دينار، ووجهوا نداءهم إلى مجلس أخلاقيات مهنة الطب بحثّ الأطباء على التقيد بقوائم الأدوية المعتمدة في الجزائر، أثناء تحرير الوصفات الطبية للمرضى.