لم يختلف حال ريال مدريد عن غريمه نادي برشلونة، فقد خرج النادي الملكي من نصف نهائي رابطة الأبطال الأوروبية، في مباراة مثيرة بملعب سانتياغو برنابيو، أمام الفريق الألماني القوي، نادي بايرن، في سلسلة ضربات الترجيح. خروج ريال مدريد، الفائز بنتيجة 2/1 على البايرن أول أمس، وهي نفس النتيجة التي خسر بها في ملعب ''أرينا'' بميونيخ في لقاء الذهاب، شكّل صدمة كبيرة لمحبي النادي الذين توقعوا بلوغ فريقهم الدور النهائي والتتويج بلقب رابطة أبطال أوروبا أمام تشيلسي، على اعتبار أن إزاحة البايرن من نصف النهائي ومواجهة الفريق اللندني نادي تشيلسي، معناه تسهيل المهمة في النهائي الذي سيجري بملعب أرينا بميونيخ يوم 19 ماي القادم. خروج ''البارصا'' والريال سويا من نصف نهائي رابطة الأبطال الأوروبية، لم يكن متوقعا، خاصة وأن الفريقين استفادا من أفضلية الأرض والجمهور في مباراة الإياب، ولم يخسر منشطا أشهر ''كلاسيكو'' في العالم إلا بفارق هدف في لقاء الذهاب (1/0) ل''البارصا'' أمام تشيلسي و(2/1) للريال أمام البايرن، ما طرح عدة تساؤلات عمّا حدث لممثلي الكرة الإسبانية. فرحة وخيبة مزدوجتين الخيبة كانت مزدوجة في إسبانيا والفرحة أيضا، فسعد أنصار الريال لخيبة آمال الكتالونيين، وشمت أنصار البارصا بعدها في اليوم الموالي لآلام الإقصاء المرّ للفريق الملكي، من باب ''إذا عمّت خفّت''، وحتى يضمن الكتالونيين عدم تتويج فريق العاصمة مدريد سوى بلقب واحد هذا الموسم (الليغا) وعدم تتويجهم أيضا باللقب الأوروبي (آخر لقب للريال عام 2002)، كون البارصا سينال على الأقل لقبا واحدا في حال تتويجه بالكأس (النهائي أمام نادي أتليتيكو بيلباو، في انتظار تحديد المكان والزمان كون الريال يرفض إقامة المباراة النهائية بملعب برنابيو)، ما يمنح فرصة إقامة مقابلتين جديدتين بينهما لتأكيد الزعامة في مقابلتي الذهاب والإياب من الكأس الممتازة مرة أخرى، حيث خسر الريال في برنابيو في البطولة أمام البارصا بنتيجة 3/1، وفاز في الإياب في نيو كامب بنتيجة 2/1، وسقط النادي الملكي في مدريد في ربع نهائي الكأس ب2/1 أمام البارصا واكتفى الريال بالتعادل 2/2 في لقاء الإياب ببرشلونة. عدم وجود أي تمثيل للكرة الإسبانية في نهائي رابطة أبطال أوروبا، الذي فاز بطبعته الأخيرة نادي برشلونة أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي، أفقد المباراة النهائية نكهتها، كون المنافسة الأوروبية ''لفظت'' الكلاسيكو من قاموسها، وأقرّت بإجراء نهائي طبعتها الجديدة، يوم 19 ماي المقبل بملعب أرينا بميونيخ، في رابطة الأبطال من دون ''البارصا'' والريال. جدل حول موعد إجراء ''الكلاسيكو'' وقد سارت مخلّفات الدور نصف النهائي عكس ما كانت تتمنّاه الجماهير العاشقة ل''الكلاسيكو''، بعدما استمتع الجميع الموسم الماضي بقبضة حديدية من سبع جولات كاملة كانت ممتعة ومثيرة بين ريال مدريد ونادي برشلونة، بمقابلتي الذهاب والإياب ل''الليغا'' (5/0 في مدريد لبرشلونة في نيو كامب، و1/1 في برنابيو)، ومقابلتي الذهاب والإياب في ربع نهائي رابطة أبطال أوروبا (2/0 لبرشلونة في برنابيو، و1/1 في نيو كامب) ومباراة نهائية في كأس الملك (1/0 للريال بملعب ميستايا بفالنسيا)، ومقابلتي الذهاب والإياب في الكأس الممتازة (2/2 بملعب سانتياغو برنابيو، و3/2 لبرشلونة بملعب نيو كامب)، حيث أفضت المباريات السبع إلى فوز كريستيانو ورفقائه بالكأس، وفوز رفقاء ليونيل ميسي بثلاثة ألقاب وهي ''الليغا'' والكأس الممتازة ورابطة الأبطال. سقوط أشهر وأكبر فريقين أعاد الجدل من جديد عن موعد إجراء المباريات ''الكلاسيكية'' بين ''البارصا'' والريال، ومن المفارقات أن مباراة الإياب لرابطة الأبطال جاء بعد أيام فقط على ''الكلاسيكو'' الذي بذل خلاله لاعبو الفريقين مجهودات كبيرة، وكانت عواقبه انهيارا بدنيا واضحا للاعبي الفريقين حين واجها تشيلسي والبايرن، ما جعل الصراع على اللّقب الأوروبي ينحصر بين الكرتين الإنجليزية والألمانية اللتين صنعتا الحدث بإسقاطهما لعملاقي الكرة الإسبانية والعالمية في ظرف 24 ساعة فقط.