ليس من حق الطغاة أن يتحدثوا عن الحريات بعد مغادرتهم الحكم، لأن أصلا الطغاة لا يغادرون الحكم بإرادتهم، فلابد من ''دفشة'' شعبية. لذلك ظهر عزت الدوري نائب الرئيس العراقي السابق وكأنه استفاق فجأة من وفاته السياسية، قبل أيام، ليلقي خطابا يهنئ به حزب البعث في ذكرى ميلاده، وراح يتحدث عن الحريات والحياة الكريمة للشعوب، وعن الطغاة، وكأنه أثناء وجوده في الحكم، كان يوزع الورود بدل المشانق. المضحك أكثر، أن عزت الدوري بدا متدينا في هذا الخطاب، لذلك أجدني مضطرا لأن أذكر بهذه الحادثة: فبعد انهيار نظام صدام، تسرب شريط فيديو لاجتماع بعثي فيه عدد من القياديين، وقد اكتشفنا في الشريط بأن عزت الدوري، ''فساد وفتّان ونمام''، حيث وشى لصدام عن أحد الحاضرين في الاجتماع لأنه يصلي، واستشاط وقتها صدام غضبا لمجرد أن الرجل كان يصلي. ثم نجد هذا الفتان النمام هو نفسه من استنجد بالإسلام في كلمته الأخيرة.. وذلك حين وجه الدعوة التالية: ''أدعو في هذه المناسبة العزيزة الكبيرة الجليلة (يقصد ميلاد حزب البعث) كل القوى التقدمية المقاومة وكل القوى الإسلامية الوطنية المقاومة للمناضلة من أجل التحرير''.. والسؤال: كيف يفتن الدوري على رجل يصلي، ويعتبر أنه متخلف، ثم يناشد الإسلام إنقاذ حزب البعث''التقدمي''؟!.. [email protected]