دعت نقابة أساتذة التعليم العالي المتضامنين إلى توقيع عريضة تفضح ''التجاوزات'' التي يتعرض لها أساتذة الجامعة من قبل العمداء والمديرين ''بإيعاز من الوزارة التي ترفض التسيير الديمقراطي، بزرع الفوضى في القطاع..''. ومن المقرر تنظيم تجمع هو الأكبر أمام مقر الوصاية بعد الانتهاء من جمع التوقيعات. شرعت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم العالي في جمع توقيعات مهنيي القطاع، على مستوى جميع معاهد وكليات الوطن، تنديدا ب''الخروقات'' التي تقوم بها الإدارة، وتطالب بالتعجيل في رفع الإجراءات العقابية والتأديبية المسلطة على عدد كبير من الأساتذة في مختلف الجامعات، دون تحرك مصالح الوزارة، رغم المراسلات العديدة الموجة إلى المسؤول الأول عن القطاع، لمثول الأساتذة المعنيين أمام لجنة الطعن على مستوى الوزارة. وقال رئيس النقابة، قدور شويشة، في هذا الإطار، إن وزارة التعليم العالي أغلقت جميع أبواب التحاور والتشاور مع مستخدميها، مؤكدا بأن الصمت الذي يلتزمه المسؤول الأول عن القطاع، إزاء الانزلاقات الخطيرة المسجلة، حسبه في السنوات الأخيرة، دليل على ''تزكيته'' لهذه الفوضى قصد التحكم في الوضع داخل الجامعة. وحسب محدثنا، فإن سوء التسيير المسجل بلغ ذروته مؤخرا، بالنظر إلى التوقيفات ''التعسفية'' وقرارات الفصل والإحالة على مجلس التأديب التي تعرض لها أساتذة من جامعات الجزائر وبومرداس والمسيلة. غير أن ما زاد من تأزيم الوضع، ويهدد بانفجاره، ما قام به مؤخرا مدير جامعة تيارت، حينما قام بمراسلة عيادة فرنسية تعالج فيها أستاذة من نفس الجامعة، تعاني من مرض يستدعي تنقلها بين الفترة والأخرى، للتأكد من صحة ذلك، ''وهو أمر خطير وتجاوز صارخ باعتبار أنه ليس من صلاحيات الإدارة الاستفسار عن الحالة الصحية للأساتذة..''. وشددت العريضة، التي تحوز ''الخبر'' على نسخة منها، على أن الموقعين يوجهون آخر نداء للوزير لوقف هذه ''الانزلاقات''، قبل النزوح باتجاه الوصاية، وتنظيم اعتصام أمام مقرها، حيث يتم حاليا جمع أكبر عدد من التوقيعات لإنجاح هذه الوقفة الاحتجاجية، حسب محدثنا. وكانت الفروع النقابية المنشقة عن مجلس أساتذة التعليم العالي ''كناس''، قد توحدت في نقابة وطنية حقوقية تدافع عن حقوق جميع مستخدمي الوظيف العمومي، أطلق عليها نقابة أساتذة التعاليم العالي المتضامنين، وقد كشفت عن وضع مزر وصلت إليه الجامعة، حيث أعلنت عن حالة طوارئ على المستويات البيداغوجية والعلمية والأخلاقية.