الأخبار تقول إن سوق بيع المناصب الوزارية قد نشط في الأحزاب التي ترى نفسها الأحق بتشكيل الحكومة القادمة، وبتعيين السفراء والولاة! بلخادم بدأ المضاربة في إعداد القائمة تماما بنفس الأساليب التي أعد بها قائمة المرشحين في الأفالان، وأدت إلى موجة عارمة من الغضب في اللجنة المركزية، ما تزال آثارها تلاحقه إلى الآن. زعيم الأفالان يقول لمقربيه: إن وزراء الرئيس الذين ترشحوا ونجحوا عليهم علامة استفهام، لأن الجهات الأخرى غير راضية عنهم، وبالتالي لا يمكن إدراجهم في قائمة الاقتراحات باسم الأفالان! بل ويذهب إلى حد القول ''إن الرئيس الرئيس الذي طاب جنانو.. طاب أيضا معه جنان وزرائه''! وأن الأفالان المنتصرة يجب أن تحسب مع الذين لم يطب جنانهم الآن، وهم الذين يطيبون جنانات الآخرين؟! في إعداد قوائم المرشحين اصطاد بلخادم في بحيرة بوتفليقة، ونسب إليه محتويات القائمة الانتخابية التي أثارت زوابع! واليوم اتجه بلخادم للاصطياد في بحيرة أخرى غير بحيرة الرئيس، تحضيرا لانتخابات .2014 لهذا عندما يسأل بلخادم من طرف رجال الرئيس في الحزب يختبئ وراء ''المخافر''! وعندما يسأل من طرف المخافر يختبئ وراء الرئيس! فهو في هذه الوضعية يلعب دور ساعي البريد بين المخافر والرئيس والحزب! ويعلن نفسه زعيما مستقويا علي حزبه بالمخافر! والعيب ليس في سلوك بلخادم هذا، بل العيب في نوعية رجالات قيادة هذا الحزب، الذي تتحكم فيه الانتهازيات والأطماع ولا تتحكم فيه المواقف. هل يعقل أن قيادات في حزب تتوعد زعيمها بالويل والثبور بعد الانتخابات، ثم تبدأ هذه القيادة في التملق عندما يشير لبعضها بالوزارة أو السفارة؟! متى كان أمر الوزارة أو السفارة بيد بلخادم؟! لو كان هؤلاء لهم صفة القيادة في الأفالان الحقيقية، وليس أفالان المهازل لحاسبوا بلخادم على وضع البرلمان المشلول الآن. لأنه اختار نوعيات غير قادرة على تنصيب حتى هياكل البرلمان، فما بالك بجعله يقوم بمهامه الإصلاحية الحساسة التي تنتظره! بلخادم الآن يهرول سياسيا في مثلث التيه السياسي بين المخافر والرئيس وطماعي اللجنة المركزية! ويضرب الثلاثة بالثلاثة في حركات هي أقرب إلى البهلوانية منها إلى السياسة. وقد تكون رؤوس مثلث التيه هذا قد تفطنت له، فلم يعد ينفع أيا منهم، لأنه يعادي الجميع ويصاحب الجميع.. يعلن الولاء للجميع ثم يغتابه مع غيره.. الآن بخادم أصبح عبئا على الجميع. وقد يكون من الضروري والحيوي للرئيس والمخافر وبقايا الأفالان أن يرحل بلخادم، لأن رحيله قد يكون شيئا في رفع هذا الانسداد الخطير الذي يواجه مؤسسات البلاد، ومنها البرلمان والحكومة، فلا يمكن أن نتصور انفراجا في الساحة السياسية التي تقودها قيادة الأفالان الحالية. [email protected]