وجّه المخرج التلفزيوني، عبد الله تيكوك، في لقاء مع ''الخبر''، نداء إلى الدولة الجزائرية يناشدها التكفل بعلاجه خارج أرض الوطن، نظير ما وصفه ب''التضحيات'' التي قدمها في خدمة التلفزيون الجزائري لأزيد من 40 سنة. في أول اتصال لنا به لتحديد موعد الزيارة التي قادتنا إلى بيته، لمسنا مدى تدهور الحالة الصحية للمخرج التلفزيوني عبد الله تيكوك، فنبرات صوته الخافتة توحي بأن الرجل يبذل جهدا إضافيا للتحدث بطلاقة. وبعد أن استفسرنا عن المرض الذي ألمّ به فجأة، قال تيكوك بنبرة حزينة: ''منذ سنة تقريبا، بدأ صوتي يخفت شيئا فشيئا، ومع جهلي لمرضي حينها، كنت أستعين بالطب البديل، كالأعشاب والعسل.. وغيرهما''. وتابع: ''لكن، مع مرور الوقت، أخذت حالتي تتدهور بشكل ملحوظ، ما دفعني لعيادة طبيب مختص أعلمني بأنني مصاب بالأعراض الأولية لداء سرطان الحنجرة، وطلب مني إجراء عملية جراحية فورية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في الجزائر العاصمة''. وبعد تنقلي إلى ''مصطفى باشا''، يضيف تيكوك: ''وجدت 28 ألف حالة موازية تنتظر العلاج، في ظل تعطل الأجهزة من جهة، وعلى وقع الإضراب والوقفات الاحتجاجية من جهة أخرى، الأمر الذي جعلني أقصد مستشفى عين النعجة العسكري في الجزائر العاصمة، بمساعدة مديره العام عبد القادر بن جلول''. وأردف موضحا: ''بعد خضوعي ل36 فصحا، أكد لي أربعة أطباء أن حالتي مستقرة، وطمأنوني بعدم وجود ما يدعو إلى القلق، غير أن التداعيات بدأت تتضاعف، خاصة ما تعلق بالسعال الحاد والصعوبة التي تواجهني أثناء النوم، فضلا عن انخفاض وزني وفقدان لياقتي البدنية''. وبدوره، أشار سليم تيكوك، نجل عبد الله تيكوك، إلى أنه بعد الفحوص الطبية التي خضع لها والده وكذا العملية الجراحية التي أجراها ''عاد كل شيء إلى نقطة الصفر، فقد طُلب منه إعادة إجراء العملية مرة أخرى، لأسباب تبقى مجهولة إلى حد الساعة''. واستطرد يقول: ''بحكم عضويتي بنقابة صحفيي التلفزيون الجزائري، فقد رفعت انشغالات والدي إلى الإدارة الجديدة، رفقة الأمين العام للنقابة جمال معافة وعدد من أعضائها. ونحن، حاليا، بصدد التفاوض مع مدير عام التلفزيون توفيق خلادي الذي أبدى تعاونا كبيرا معنا، حيث إنه كلف مدير الموارد البشرية مصطفى خليفي، بمتابعة الملف الإداري والقانوني الخاص بوالدي، ومن ثمة التوسط لدى وزارة الصحة التي نأمل أن تسهل لنا مهمة علاجه في الخارج''. للإشارة، فإن عبد الله تيكوك من دفعة السينمائيين الذين تلقوا تكوينا في التلفزيون الجزائري سنة 1969، قضى قرابة نصف قرن في تصوير وإخراج وإعداد عدة برامج تلفزيونية، منها ''الحضارة الإسلامية في الجزائر''، ''حراس التراث''، ''نظرة على الطبيعة''، ''جمال بلادي''.. وغيرها.