امتزجت''خيبة الأمل''، حيال الحاصل في البلدان العربية بعد ''الربيع العربي''، ب''حلم يستمر'' للإسلاميين في قيادة القاطرة السياسية العربية، عبّر عنه متدخلون في الملتقى التاسع المخلد لرحيل محفوظ نحناح، بشعار''اصبروا وصابروا''، كما كان نحناح يقولها دوما. خيّم الحراك العربي، وحلم الإسلاميين باحتلال واجهة الحكم في العالم العربي، على الملتقى التاسع المخلد للشيخ محفوظ نحناح، الذي تنظمه حركة مجتمع السلم، بالعاصمة. غير أن نبرات تدخلات المشاركين بدت، وكأنها، تعبّر عن ''أسف'' لواقع ظهر فيه حلم الإسلام السياسي ''غير متجانس مع واقع تكاد تشترك فيه دول عربية، يحاول فيها الإسلاميون الدفع بأنفسهم إلى الأمام، لكن ''التأسف'' الذي ظهر على البعض، حمل، كذلك، نبرة ''تفاؤل''، بمجرد ما استحضرت التدخلات نضالات الراحل نحناح، حمل فيها شعار ''الصبر''، فاتفق الجميع على أن ''يتواصوا بالصبر''.. صبر يقتضي بالضرورة نضالات طويلة، مثلما قال رئيس ''حمس''، أبو جرة سلطاني، في تدخله. هذا التدخل الذي حاول سلطاني، من خلاله، أن يسوق لفكرة أن واقع ما بعد الثورات العربية، في مصر وتونس، لم يحقق المبتغى، بصيغة سؤال ''هل تغير النظام فعلا في مصر أو في تونس؟ وهل سيتغير في سوريا؟''، وتابع ''قد يكون من السهل أن نجهز على نظام، لكن من الصعب إعادة نظام برؤية صحيحة''، في موقف يسقط على حال تيارات إسلامية، بدا وكأنها قامت ب''مراجعات فورية''، بعد التجربة التونسية، ثم المصرية، اكتنفتها ''مخاوف من المجهول، بعد رحيل الأنظمة الموصوفة بغير الديمقراطية''. وقال أبو جرة ''هناك درس مميز في تونس، وآخر مؤسف في ليبيا، ودرس آخر مؤلم في سوريا، ورابع مضطرب في مصر. أما في الجزائر ف''الوضع متحرك''، والحاجة لاتزال ماسة إلى ديمقراطية حقيقية''. موقف سبقه تصريح آخر لجميل منصور، عن حركة التواصل الموريتانية، حمل ''دعوة'' للجزائر للانخراط في مسعى تغيير، قال فيه ''أملنا أن تسهم الجزائر في حركة الإصلاح والديمقراطية التي بدأت في العالم الإسلامي. ونحن في انتظار أن يسهم، كذلك، تكتل الجزائر الخضراء في هذه المهمة''، تصريح يفهم منه رؤية ''الآخر العربي'' للجزائر على أنها ''تخلفت عن الركب''، ربما على خلفية نتائج التشريعيات الفارطة التي ''عزلت'' الإسلاميين عن حلم ''الأغلبية''. وتحدث سلطاني عن الذكرى الخمسين للاستقلال، فقال ''حمس لا تريد أن تكون الذكرى مجرد كرنفالات''، ودعا بإلحاح إلى ''تخصيص جزء مراجعاتي وتقويمي''، وأشار إلى ''إخفاقات'' خفف من حدتها، عندما واصل حديثه عن ''إنجازات كذلك''، لكنه ساق كلاما مفاده: ''حققنا الاستقلال في ,62 وبدأنا ننال جزءا من حريتنا مع أكتوبر ,88 لكنها لم تكتمل بعد''، وعمق انتقاده لما أكد ''نحن ننتمي إلى الجزائر، لكننا لسنا مواطنين''، في وقت أصبحت المواطنة ''درجات''. وعدّد المتدخلون خصال الراحل نحناح، على منهاجه السياسي الموسوم ب''الصبر''، فتساءل رئيس حركة الإصلاح الوطني، حملاوي عكوشي، كيف صبر نحناح عن إقصائه من رئاسيات 95 ، ودعا إلى معرفة إن كان الراحل ترك لزوجته ثروة أم لا؟ وقال صديق شهاب، عضو المكتب الوطني للأرندي، عن زعيم ''حماس'' سابقا إنه ''القدوة''، ووصفه سامي أبو زهري، ممثل ''حماس'' الفلسطينية، بالرجل الفذ، وكشف عن مدرسة ثانوية في طور الإنجاز في فلسطين تحمل اسم ''محفوظ نحناح. يذكر أن الملتقى يشارك فيه، كذلك، ممثلون عن الأحزاب الإسلامية، من المغرب وتركيا وليبيا.