أفاد الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، علي العسكري، بأن الاعتقاد بأن هيمنة جبهة التحرير الوطني على الانتخابات الأخيرة كاف للخروج من مأزق النظام ''وهم''. ووجه العسكري رسالة إلى ''أصحاب القرار'' دعاهم فيها ''لا تجعلوا الخوف من التغيير يقودكم''. وانتقد العسكري وسائل إعلام وقيادات من داخل الأفافاس، قياسا لوقوفها وراء ''حملة'' ادعى أنها تستهدف الحزب. طلب الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، علي العسكري، من أعضاء المجلس الوطني التعامل مع ''الحملة'' التي تستهدف الحزب من داخله وخارجه ''وفق الإجراءات التي تكون في نفس حجم الحملة''، وقد فتح المجلس الوطني النقاش حول قيادات غاضبة ويفترض أن يحيل ملفاتها للجنة الوساطة وتسوية النزاعات قبل اتخاذ قرارات بالإقصاء النهائي. واستعمل علي العسكري عبارات قاسية في كلمة ألقاها في افتتاح أشغال المجلس الوطني، أمس، ضد وسائل إعلام لم يذكرها وقيادات سابقة في الحزب. وساق العسكري هذه الانتقادات ضمن فقرات كان يتحدث فيها عن ''حملة'' تستهدف الحزب بعدما ''ذهبنا للتشريعيات وبدأ حزبنا يتجمع ويحشد من حوله''، وفي تفسير الأمين الوطني الأول، فإن المستهدف الحقيقي من وراء الحملة التي يدعيها هي ''القيادة الحالية للحزب ورئيس الحزب نفسه غير بعيد عنها''، وقصد الزعيم التاريخي للأفافاس، حسين أيت أحمد. ولم يحضر الأمين الوطني السابق، كريم طابو لأشغال المجلس الوطني، كما قاطعه مسؤول فدرالية بجاية، ويعتقد بأن المجلس سيفصل في وقت لاحق في إقصائهما، بعد دراسة تحويل ملفيهما للجنة الوساطة ودراسة النزاعات المتخصصة في الفصل في مسائل الانضباط، وهاجم علي العسكري الأمناء الوطنيين الثلاثة السابقين مصطفى بوهادف وعلي كربوعة وجودي معمري، وألمح إليهم بتسمية ''السابقين'' من الذين ''هم في قطيعة مع الحزب منذ أكثر من عشر سنوات''. وقال العسكري ردا على الانتقادات التي صدرت عن في بيان مشترك عنهم ''أتحداهم أن يتركوا تقاعدهم الذهبي والتقدم إلى فدرالياتهم، ستكون لهم الفرصة لمواجهة المناضلين الذين دعموهم لكنهم في النهاية تركوا مناضليهم''، وقال أيضا ''الآن كل شيء بدأ يتجلى من خلال سيرورة الأحداث، ما يفسر بعض الانسداد خلال وبعد الحملة الانتخابية، والذي كان بعض الأعضاء في المجلس الوطني متسببين فيه''. ويناقض العسكري تقديرات ''خصومه'' حول سياسيات الحزب الحالية، ونبه أعضاء المجلس الوطني قائلا ''الحزب أصبح أقوى من ذي قبل من خلال المحطة الانتخابية الأخيرة، إنه يباشر انطلاقة جديدة في مسار بنائه''، وأضاف ''دعوتنا لتصحيح اعوجاج العمل السياسي وأخلقته تلقى صدى حقيقيا داخل المجتمع''، وتابع ''الأفافاس اليوم حجر أساس في أي مسار سياسي لسياسة الإصلاح الديمقراطي في البلاد''. وحرص علي العسكري على مقارعة الانتخابات المحلية المقبلة قبل شهور من إجرائها، ولفت إلى أنها ''لن تكون سهلة وعلينا مواجهة العقبات ولو كانت موضوعية التي قد تقف في طريق الأفافاس''.