ردد آخر رئيس وزراء في عهد القذافي أمام الصحفيين الذين زاروه، أمس، بسجنه في طرابلس، أنه بريئ، كما أكد بأنه لم يتعرض للتعذيب. وأوضحت وكالة الأنباء الفرنسية أن البغدادي محمودي قال إنه بقي وفيا للعقيد إلى آخر أيامه تخوفا من تحول ليبيا إلى مستعمرة، مشيرا إلى أن النقطة السوداء في الثورة الليبية هي التدخل العسكري الأجنبي الليبي. وفي السياق جدد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، في مكالمة هاتفية مع الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، مطالبة ليبيا بتسليم رئيس جهاز الاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي. وحسب التسريبات الإعلامية التي أوردت الخبر، فإن الاتصال جاء بمبادرة من مصطفى عبد الجليل الذي أوضح للرئيس الموريتاني الأهمية التي توليها بلاده لتسليم عبد الله السنوسي. على صعيد آخر شرع آلاف الليبيين، بداية من يوم أمس، في الاعتصام بساحة التحرير وسط مدينة بنغازي التي انطلقت منها شرارة الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي، وتعهد المعتصمون بمواصلة حركتهم إلى غاية انتهاء انتخابات المجلس التأسيسي يوم السابع من جويلية الحالي. وجاء اعتصام هؤلاء ردا على دعاة النظام الفدرالي الذين اقتحموا منذ يومين مقر المفوضية العليا للانتخابات ببنغازي، وأتلفوا كل محتوياتها، رفضا منهم لإجراء هذه الانتخابات التي يرون أنها غير منصفة بين الليبيين، خاصة في الجانب المتعلق بتوزيع المقاعد الممنوحة لكل منطقة. وقال هؤلاء المعتصمون، في برقية وزعتها وكالة الأنباء الليبية، إنهم لن يسمحوا لأي كان ''بأن يعكر صفو العرس الانتخابي''. وقال رئيس المفوضية العليا للانتخابات، السيد نوري العبار، في مؤتمر صحفي إن كل الاستعدادات قد اكتملت بكافة الدوائر والمراكز الانتخابية داخل ليبيا وخارجها، وتحدث عن وجود تنسيق كامل بين المفوضية ووزارتي الدفاع والداخلية لتأمين سير العملية الانتخابية بصورة سلسة.