''إنها حقا فضيحة!''•• هكذا علق عليها كل من علم بأمر تسريب أجوبة الحديث الذي أجرته ''الفجر'' مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أو بالأحرى تسريب الأجوبة التي بقيت حبيسة أدراج الرئاسة رغم أن بوتفليقة لم يبخل على ''الفجر'' بالرد على أسئلتها، وقبوله منحنا حوارًا بعيدا عن السياسة• حوار يبين الجانب الإنساني للرجل بعيدا عن مشاكل الدولة والحكم• لكن ''قطّاع طرق الإعلام'' صاروا كثرًا هذه الأيام، ولأنهم فشلوا في إجراء حديث مع رئيس الجمهورية، لجأوا إلى السرقة، أو بالأحرى شراء محتوى الحوار عن طريق ما بات عملة متداولة ''التشيبة''• هكذا صار مفهوم الإعلام لدى بعض مرتزقة الإعلام في عهد الصحافة المستقلة، بزنسة ورشاوى ومساومات• لم يكتف هؤلاء بتضليل القراء ومؤسسات الدولة وبعض المعلنين، الذين يهددونهم بمقالات صحفية مسيئة مقابل منحهم الإشهار، وها هم الآن يتحوّلون إلى السطو على عمل الزملاء، وإلا بماذا توصف الفضيحة التي ارتكبتها هذه الصحيفة؟ فضيحة تجاوزت بدرجات فضائح الفساد التي تنشرها الجريدة ذاتها• ما حدث مع ''الفجر'' سابقة خطيرة في الصحافة الجزائرية التي أضحت في خطر، فقد صارت تفقد يوما بعد يوم من مصداقيتها ومهنيتها تاركة المجال للمغامرين، بل للمجانين• فالذي يهدد رسالتنا اليوم ليست السلطة بقدر ما يهددها بعض المنتسبين اعتباطا إلى المهنة، والذين يريدون تحقيق مكاسب بأي طريقة كانت• والذين يهددون مستقبل الصحافة المستقلة هم هؤلاء الذين يظنون أن كل شيء يشترى بالتشيبة، وكل الناس للبيع، وأنهم فوق القانون ما داموا ينشرون أوساخهم في صحفهم الصفراء• المهنة في خطر، والخطر ليس بوتفليقة ولا المخابرات ولا أي جهة أخرى في السلطة مهما كانت قوتها، بل الخطر المحدق بنا هو من وحوش المهنة، الذين لم يحسنوا منها سوى تلفيق الأكاذيب ونشر الفضائح بأسماء مستعارة•