الإمارات تدعو لعقد اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان الأممي يتعرض المسلمون في مينمار، المنتمون إلى أقلية ''الروهناغا'' لتطهير عرقي منظم بتواطؤ من السلطات الرسمية التي خيرت الأممالمتحدة أما باستقبالهم كلاجئين أو طردهم من البلاد، ويحدث ذلك أمام صمت دولي مريب، وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون قد اختتمت زيارتها إلى هذا البلد أمس دون أن تتعرض لوضع الروهناغا، رغم أن صحيفة نيويورك تايمز وصفت ما يتعرضون له بالتطهير العرقي. وبهدف وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، دعت دولة الإمارات العربية المتحدة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى عقد اجتماع عاجل ''لبحث الوضع الخطير في ميانمار''. وقالت وكالة أنباء الإمارات إن وزير الخارجية عبد الله بن زايد آل نهيان بحث خلال اتصال هاتفي مع البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ما يتعرض له مسلمو ميانمار من قتل وتهجير. ودعا بن زايد إلى ''ضرورة عقد اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لبحث هذا الوضع الخطير واتخاذ الإجراءات المناسبة لوضع حد لهذه المجازر والأعمال التي تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان الأساسية التي تقرها المواثيق الدولية''. وكانت ميانمار قد طلبت من الأممالمتحدة إيواء زهاء 800 ألف من أقلية الروهناغا المسلمة غير المعترف بها، في مخيمات لاجئين، وقال رئيس ميانمار ثين سين، خلال لقائه مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين، أنتونيو غوتيريس، إن الحل الوحيد لأفراد هذه العرقية هو تجميعهم في مخيمات للاجئين أو طردهم من البلاد. ويعيش مئات الآلاف من أقلية الروهناغا المسلمة، الذين تعتبرهم الأممالمتحدة إحدى أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم، في شمال ولاية راخين. وهم ليسوا في عداد المجموعات الإثنية التي يعترف بها النظام في ميانمار، وكذلك كثير من سكان البلاد الذين غالبا ما يعتبرونهم مهاجرين بنغاليين غير شرعيين ولا يخفون عداءهم لهم. وجاء في تقرير أخير للمفوضية العليا للاجئين أن الروهناغا يتعرضون في ميانمار لكل أنواع ''الاضطهاد''، ومنها ''العمل القسري والابتزاز وفرض القيود على حرية التحرك، وانعدام الحق في الإقامة وقواعد الزواج الجائرة ومصادرة الأراضي''. يشار إلى أن أعداد المسلمين في ميانمار تتراوح ما بين خمسة وثمانية ملايين نسمة، يعيش 70 بالمائة منهم في إقليم راخين. من بين 60 مليون نسمة هم إجمالي عدد السكان بالبلاد. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا لمراسلتها من بنغلاديش عن أوضاع مسلمي ''الروهناغا'' في ميانمار، وما يتعرضون له من قتل وتشريد يرقى إلى ''التطهير العرقي''، وقالت إنه ورغم أن ''ميانمار قطعت خطوات في طريق الديمقراطية، فإن أوضاع المسلمين تدهورت أكثر.