نفت دمشق، يوم أمس، على لسان الناطق باسم الحكومة السورية، أن يكون جيشها قد ارتكب مجزرة في قرية التريمسة، وما وقع مجرد عملية تحرير للمدينة من الإرهابيين، وفي الجانب السياسي أعلنت إيران استعدادها للقيام بدور بين النظام السوري والمعارضين له. نفى الناطق باسم الحكومة السورية، جهاد مقدسي، أن يكون الجيش السوري قد ارتكب مجزرة في قرية التريمسة، وإنما قام بواجبه، وقال إن القوات النظامية كانت في حالة دفاع عن النفس وليس في حالة هجوم، ثم أوضح بقوله ''إن ما حدث عملية عسكرية بين جيش نظامي وقوات مسلحة عالية التسليح''، لكنه في جانب آخر من حديثه تحدث عن أسلحة تم العثور عليها هي عبارة عن مسدسات ورشاشات وصواريخ يدوية الصنع وبنادق، وعن عدد القتلى قال إن عددهم لم يتجاوز السبعة والثلاثين مسلحا واثنين من المدنيين فقط، وهو رقم لا يتناسب مع ما صدر عن مراقبي الأممالمتحدة الذين تحدثوا عن مائة وخمسين قتيلا، أما عن موقف المبعوث الأممي العربي كوفي عنان المدين من المجزرة، فاعتبره متسرعا وقال بالحرف ''ما وردنا من عنان رسالة متسرعة''. وردا على سؤال حول سر عدم توفير الأمن للمراقبين الدوليين حتى يدخلوا القرية في الوقت المناسب فرد قائلا ''واجبنا حماية المراقبين ولكن الدخول للمناطق الساخنة على مسؤوليتهم''. من جهة أخرى كشف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن بان كي مون طلب من وزير الخارجية الصيني، يانغ جيشي، في اتصال هاتفي معه استخدام النفوذ الصيني لدفع دمشق إلى التطبيق الكامل والفوري لخطة عنان و''بيان مجموعة العمل حول سوريا'' الذي ينص على عملية انتقال سياسي للسلطة في سوريا، وقد جاء هذا الطلب في خضم حديث كيمون مع الوزير الصيني عن رسالة وجهها عنان لمجلس الأمن الدولي التي اتهم فيها الحكومة السورية بالاستخفاف بقرارات الأممالمتحدة، بعد ارتكابها مجزرة التريمسة، وفي نفس السياق ينتظر وصول عنان اليوم إلى بكين لبحث نفس الملف. بموازاة هذا، حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نظيره الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من مغبة حدوث حرب أهلية في سوريا، ودعاه في اتصالين هاتفيين للتحرك بهدف إيجاد موقف سياسي يمنع الحرب الأهلية المتوقعة.
