فنّدت وزارة الخارجية السورية أمس، ما جاء في بيان مبعوث السلام الأممي العربي إلى دمشق، بشأن استخدام طائرات هليكوبتر ودبابات ومدفعيات ثقيلة في اشتباكات التريمسة، موضحة بأن الاشتباكات استمرت حوالي ساعة، وأنّ كل ما قيل عن استخدام أسلحة ثقيلة للهجوم على قرية مساحتها واحد كيلومتر مربع عار من الصحة، في حين أشارت الوزارة، إلى أنّ عنان بعث برسالة رسمية إلى وزير الخارجية وليد المعلم، قالت إنها حمّلت الجيش السوري مسؤولية ما حدث في التريمسة. قال المتحدث باسم الخارجية السورية، جهاد مقدسي، إنّ الجيش السوري، كان في حالة دفاع عن النفس وليس في حالة هجوم، خلال اشتباكات التريمسة، وأوضح أيضا أن الجيش قام بواجبه خلال عملية عسكرية بين جيش نظامي وقوات مسلحة عالية التسليح، مشدّدا على أنّ كل من يحمل السلاح ولا يؤمن بالحلّ السياسي سيكون في مواجهة مع الجيش السوري. ووصف مقدسي، الرسالة التي بعث بها عنان إلى دمشق، ب»المتسرّعة«، وأنّها لم تستند على حقائق، وأشار إلى أنّه جرى إرسال نسخة من الردّ السوري إلى أمين عام الأممالمتحدة بان كيي مون، موضحا بأن عدد القتلى بالتحديد هو 37 مسلحا ومدنيا، وليس أكثر من 100 كما ادّعى نشطاء، حسبه. كما أشار المتحدث، إلى وجود أسلحة متطورة ضبطت في مخازن أسلحة ومستودعات ومراكز لتعذيب المواطنين أنشأتها جماعات »عالية التسليح« في التريمسة، قال إنها عبارة عن أجهزة تفجير ومواد لتصنيعها وقاذفات صواريخ حديثة. من جهته، أعلن متحدث باسم بعثة المراقبين الأمميين في سوريا، أن الهجوم الذي شنه الجيش السوري في بلدة التريمسة بريف حماة، استهدف على ما يبدو منازل منشقين عن الجيش وناشطين، وأن المهاجمين استخدموا أسلحة منها المدفعية وقذائف المورتر، وقال المتحدث في بيان له صدر في وقت متأخر من مساء أمس الأول، إن فريق المراقبين الذي زار التريمسة، لم يتمكن من تحديد عدد القتلى، كما قال المراقبون في بيانهم إنهم توصلوا إلى أن الهجوم الذي تعرضت له التريمسة استهدف بشكل رئيسي مساكن معارضي النظام. إلى ذلك، ، أعلن المكتب الإعلامي للكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجتمع غدا مع كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا، في موسكو، وذلك لإجراء محادثات بشأن الصراع في سوريا، وجاء في بيان صادر عن الكرملين، أمس، أنه من المتوقع أن يتم خلال اللقاء المرتقب التأكيد على دعم روسيا لخطة عنان الرامية إلى التسوية السياسية الدبلوماسية للأزمة السورية، كما أشار البيان، إلى أن موسكو تعتبر خطة عنان الأساس الحيوي الوحيد لحلّ المشاكل السورية الداخلية. على صعيد آخر، تظاهر أمس الأول، العشرات من أبناء الجاليات العربية بالقرب من تمثال الثورة في العاصمة الروسية موسكو، تضامنا مع الشعب السوري واستنكاراً ل»مجزرة« التريمسة، حيث ندّد المتظاهرون الغاضبون ، ما أسموه »القمع الوحشي« الذي يتعرض له المدنيون العزّل من أجهزة النظام الأمنية وشبيحته، وردّد المشاركون هتافات بالعربية والروسية، استهجنوا من خلالها »المجازر« التي يتعرض لها الشعب السوري، وطالبوا بمحاسبة الرئيس بشار الأسد وأركان نظامه على »الجرائم ضد الإنسانية« التي تقترف في حق الشعب السوريين، في وقت أدان فيه المتظاهرون، موقفيْ روسيا والصين، تجاه الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري، بحسبهم، داعينهما إلى الوقوف بجانب الشعب السوري ودعم طموحه المشروع لنيل حقوقه ومكتسباته.