اتصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هاتفيا أمس السبت بوزير الخارجية الصيني يانغ جيشي لمطالبته بأن تستخدم بكين "نفوذها" من اجل أن يتم تطبيق خطة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان لوقف العنف في هذا البلد، كما أفادت الأممالمتحدة. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام انه جرى خلال الاتصال الهاتفي "بحث الوضع في سوريا والضرورة الملحة لوقف العنف فورا".وأضاف المتحدث أن الأمين العام "طلب من الصين أن تستخدم نفوذها من اجل أن يتم التطبيق الكامل والفوري لخطة النقاط الست (خطة انان) وبيان مجموعة العمل حول سوريا" الصادر في جنيف والذي ينص على عملية انتقال سياسي في سوريا.واستخدمت الصين مع روسيا حق الفيتو الذي تتمتعان به في مجلس الأمن الدولي مرتين لمنع صدور قرارين عن المجلس يدينان نظام الأسد.وترفض الصين اعتبار حكومة الرئيس السوري بشار الأسد الجهة الرئيسية المسؤولة عن أعمال العنف التي أوقعت أكثر من 17 ألف قتيل في سوريا منذ مارس 2011، متهمة في ذلك السلطة والمعارضة على حد سواء.ويزور بان الصين الأسبوع المقبل للمشاركة في المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، وسيلتقي خلال زيارته المسؤولين الصينيين.من جانبه يزور كوفي عنان موسكو الاثنين.وفي مكالمته مع الوزير الصيني أشار بان إلى رسالة وجهها عنان إلى مجلس الأمن الدولي الجمعة يتهم فيها الحكومة السورية ب"الاستخفاف" بقرارات الأممالمتحدة بارتكابها مجزرة جديدة في سوريا راح ضحيتها أكثر من 150 شخصا في بلدة التريمسة بمحافظة ريف حماة (وسط).وأكد الأمين العام لوزير الخارجية الصيني في مكالمتهما أن بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة تحاول "في ظروف بالغة الخطورة" التحقيق في مجزرة التريمسة.وكانت بعثة المراقبين الدوليين في سوريا أعلنت مساء أمسالسبت أن الهجوم الذي شنته القوات النظامية على بلدة التريمسة في وسط سوريا الخميس، وأسفر بحسب منظمة حقوقية سورية عن مقتل أكثر من 150 شخصا، "استهدف على ما يبدو مجموعات ومنازل محددة، بشكل رئيسي الجنود المنشقين والناشطين".وأكدت البعثة في بيانها أن "أسلحة متنوعة استخدمت في الهجوم بينها المدفعية وقذائف الهاون وأسلحة خفيفة"، مشددة على أن "عدد الضحايا لا يزال غير واضح. أن فريق الأممالمتحدة يخطط للعودة إلى التريمسة غدا (الاحد) لمواصلة مهمته بتقصي الحقائق".وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أن القوات النظامية قصفت الخميس الماضي بلدة التريمسة في هجوم بالدبابات والمروحيات ما أدى إلى مقتل أكثر من 150 شخصا، بينما أعلن الجيش السوري من جهته انه قتل عددا كبيرا من الإرهابيين في التريمسة نافيا قتل أي مدني. وتواصلت أمس السبت أعمال العنف في سوريا وحصدت 115 قتيلا بينهم 50 مدنيا.وكانت بعثة المراقبين الدوليين المؤلفة من 300 عنصر غير مسلح علقت عملياتها في منتصف جوان، بسبب "تصاعد العنف بشكل كبير" في البلاد التي تشهد إحداثا دامية منذ منتصف مارس 2011 ذهب ضحيتها أكثر من 17 ألف قتيل اغلبهم من المدنيين، بحسب المرصد.