تم، أمس، إجلاء الرهائن الغربيين الذين أطلق سراحهم، أول أمس، بعد مفاوضات مع حركة ''التوحيد والجهاد'' في غرب إفريقيا، من مالي نحو بوركينافاسو قبل توجههم إلى بلدانهم الأصلية إيطاليا وإسبانيا. وأفادت مصادر إعلامية أن الصفقة التي تم بموجبها إطلاق سراح الرهينتين الإسبانيين والإيطالية المختطفين من مخيم اللاجئين الصحراويين، كانت نظير دفع فدية وإطلاق سراح سجين من عناصر التنظيم كان في أحد سجون نواقشوط. من جهتها، أعلنت السلطات الإيطالية، أمس، أنه تم، مساء يوم الأربعاء، إطلاق سراح المتعاونة الإيطالية روسيلا أورو التي كانت قد اختطفت منذ 23 شهرا رفقة متعاونين إسبانيين اثنين بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف في جنوبالجزائر، والتي كانت محتجزة منذ ذلك الحين في شمال مالي. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي، جوليو تارزي، أمس، في بيان له، أنه ''بعد 270 يوم من الحجز، روسيلا أورو أصبحت حرة''. وقال الوزير الإيطالي إنه أطلع الرئيس الإيطالي، جيورجيو نابوليتانو، وأفراد عائلة المتعاونة بهذا الخبر السار. وأشارت وسائل الإعلام الإيطالية إلى أن الرئيس الإيطالي تلقى خبر إطلاق سراح روسيلا أورو بارتياح كبير. وحسب نفس المصادر، فإن المتعاونة الإيطالية يفترض عودتها أمس إلى إيطاليا. وكانت روسيلا أورو تعمل في المجال الإنساني باللجنة الدولية لتنمية الشعوب، تتكفل بالجانب الصحي للأطفال الصحراويين بمخيمات اللاجئين الصحراويين بالقرب من تندوف. للتذكير، اختطفت روسيلا أورو من قبل مجموعة إرهابية يوم 23 أكتوبر ,2010 وأطلقت عدة حملات من أجل إطلاق سراحها، كما أجرى مسؤولون إيطاليون جولات إلى منطقة الساحل في سبيل إطلاق سراحها. وفي سياق متصل، تحدثت وسائل إعلام موريتانية أن طائرة إسبانية خاصة حطت بمطار نواقشوط الدولي، فجر أول أمس الأربعاء، لنقل معتقل تطالب ''التوحيد والجهاد'' بإطلاق سراحه مقابل الرهائن الغربيين. ويتعلق الأمر بالمدعو ''مامين ولد أفقير'' الذي تم نقله من سجنه بنواقشوط إلى مدريد قبل تسليمه ل''التوحيد والجهاد''، في سياق صفقة نظير إطلاق سراح إسبانيين وإيطالية كانت تختطفهم جماعة ''التوحيد والجهاد''. وأفادت نفس المصادر أن مامين ولد أفقير، البالغ من العمر 30 عاما، يوصف بأنه العقل المدبر لعملية اختطاف الرهائن الغربيين من مخيم الرابوني قرب تندوف في 23 أكتوبر 2010، وهو ما يعني أن عناصر القاعدة في الساحل الذين يحتجزون 13 رهينة غربية لديهم حاليا، يستغلون ''مرتزقة'' لاختطاف رهائن غربيين، لتفاوض بعدها بهم دولهم نظير الحصول على فدية مالية وكذا طلب تحرير الذين قاموا بعملية الاختطاف في حالة توقيفهم عقب العملية، على غرار ما وقع مع المدعو مامين ولد أفقير. وهذه الحلقة التفاوضية جعلت عناصر القاعدة في الساحل يحصلون على موارد مالية ضخمة تمكنهم من تجنيد عناصر جديدة في صفوف التنظيم، وشراء ولاءات في المنطقة وإبرام صفقات سلاح، ما سهل عليهم فرض سيطرتهم على منطقة الساحل.