أثار قرار وزارة التعليم العالي بمنع الحائزين على بكالوريا ثانية من التسجيل في تخصص جامعي بالموازاة مع متابعتهم الدراسة في تخصص آخر حفيظة التنظيمات الطلابية التي طالبت بإلغاء هذا الإجراء الذي وصفته ''بالعقوبة''، داعية إلى تثمين مجهودات هذه الفئة عوض ''عرقلة'' طموحاتها في تحصيل المعارف. دعا الاتحاد الطلابي الحر إلى مراجعة محتوى التعليمة التي تمنع الحاصلين على بكالوريا ثانية من التسجيل في أي تخصص جامعي إلى غاية إنهاء الدراسة في الليسانس الأولى، وقال أمين عام الاتحاد مصطفى نواسة ل''الخبر'' بأن مثل هذا القرار يعتبر بمثابة عقوبة في حق الطلبة الذين يبذلون مجهودات إضافية من أجل تحصيل شهادة جامعية ثانية دون الانقطاع عن الدراسة في التخصص الأول، مضيفا بأن وزارة التعليم العالي مدعوة إلى تشجيع هذه الفئة ومساعدتها على التوفيق بين الدراسة في تخصصين مع فرض احترام شروط التمدرس والنظام الداخلي لكل مؤسسة جامعية. وعبر المتحدث عن موقف تنظيمه الرافض لهذا الإجراء المتناقض من وجهة نظره مع القوانين السارية التي تعطي الحق لكل طالب حاصل على شهادة البكالوريا من التسجيل في الجامعة، مضيفا بأن معالجة مشكل الاكتظاظ في بعض الفروع لا ينبغي أن يكون على حساب إقصاء المعنيين من حق مكتسب، بل الحل حسبه يكمن في إعداد مشاريع مستقبلية للتصدي لهذه الظاهرة، وأردف قائلا ''حرمان الطالب من التسجيل في الجامعة بعد خرقا فاضحا للقوانين. ويؤيد رئيس الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين، علي بلعلام، موقف الاتحاد من قضية التسجيل بالبكالوريا الثانية موازاة مع مواصلة الدراسة في الليسانس الأولى، وأوضح مدافعا عن هذا الرأي بتأكيده على أن الاكتظاظ الذي يعاني منه القطاع بالدرجة الأولى مسجل في الإقامات الجامعية وليس في المقاعد البيداغوجية، وحتى وإن وجد فهو يمس قلة من التخصصات الجامعية، وبالتالي فإن العدد القليل لهذه الفئة لا يمكن -كما يقول- أن يشكل خطرا على الطلبة الجدد الملتحقين بالجامعات أو يساهم في الاكتظاظ. من جانبه انتقد الاتحاد العام للطلبة الجزائريين على لسان رئيسه منذر بودن غياب التنسيق بين وزارتي التعليم العالي ووزارة التربية في هذه المسألة، وأشار إلى ما أسماه ''بالاكتظاظ الافتراضي'' الذي سينجر عن السماح للحاصلين على البكالوريا الثانية من التسجيل في أي تخصص قبل إنهائهم الليسانس الأولى، وأفاد مصدرنا بأن تطبيق قرار الوزارة بصرامة أضحى غير كاف، إلا إذا تمت مرافقته بتوعية للطلبة تفاديا لتسجيل أي مخالفة في هذا الإطار، خاصة وأن العديد من الطلبة الحاصلين على البكالوريا الثانية يقومون بتسجيل أنفسهم تلقائيا في الجامعة.