جسم الإنسان جهاز في أتم الدقة والكمال، تسيّره قوانين ونظم فيزيولوجية وكيمياوية خاصة بكل شخص. إن التصرفات التي يلجأ إليها بعض الناس في شهر رمضان، قد تؤدي إلى اضطرابات في وظائفهم لا تحمد عقباها، حيث غالبا ما يشتكي الشخص من معاناة عدة على مستوى مختلف أعضائه التي تجد صعوبات كبيرة في الاستجابة لهذه التغيرات المفاجئة، في سلوكاته وتصرفاته التي تباغت أعضاءه وجسده الذي تعوّد على وتيرة ونمط معيشي معين في أداء وظائفه ونشاطاته وإفرازاته المختلفة، من أحماض وقواعد وهرمونات وإنزيمات وسوائل ولعاب، ليضطر فجأة إلى مضاعفة إفرازاته وتكثيف نشاطاته وتحويل وظائفه التي تنجر عنها أعراض هضمية وعصبية وغيرها، كثيرا ما تكون سببا في تدهور أحواله وصحته أو ظهور أمراض قد تحتاج إلى الاستشفاء والتداوي الكثيف. إن إنهاك جسمك كما يفعل البعض في شهر رمضان، للزيادة في إفرازاته وعملية التحويل والامتصاص وغيرها، أمر مضر غالبا ما تكون عواقبه سيئة. جسم الإنسان بحاجة، أثناء قيامه بنشاطاته المألوفة، إلى طاقة معينة يتحصل عليها من المواد الغذائية التي يتناولها يوميا ويحولها إلى حريرات، تضمن له الاستمرار في الحياة من جهة ومقاومة الأضرار والتئام الجروح من جهة أخرى، ثم أداء وظائفه على أحسن وجه. أما إذا أصبح الجسم يستهلك أكثر مما يطيق وأكثر مما ألف استيعابه أو عكس ذلك أثناء فقدان الشهية، فأكيد أن أمره سيتعقد على جميع الأصعدة وسيجد الشخص صعوبات كبيرة لتجاوز هذه الأعراض والأضرار التي ستحتل مع الوقت جزءا من حياته.