يصوم الإنسان المسلم عند حلول شهر رمضان إيمانا واحتسابا من أجل نيل رضى ربه من جهة وسلامة جسده وعقله من جهة أخرى، لأن الصوم أي الامتناع عن تناول الطعام والشراب لمدة من الزمن قد تطول أحيانا حسب المواسم، هو عبارة عن عطلة يأخذها جسم الإنسان تماما كما يأخذ عطلته السنوية، ليجد الجسم نفسه بالصيام في راحة طوال مدة الصيام، حيث تنقص إفرازاته الهرمونية والإنزيمية وتنقص التفاعلات الكيمياوية وتتراجع تقلصات وتمددات العضلات والأنسجة وتستريح هكذا الغدد والخلايا العصبية وباقي جهات الجسم الأخرى بفضل عملية الصيام. كما يغتنم جسم الإنسان هذه الفرصة، فيقوم بطرح البقايا والسموم والميكروبات الميتة التي تراكمت فيه طوال السنة، فتتجدد الخلايا ويصفى الدم واللمفا وتنشط الغدد والأعصاب.. هذه كلها فوائد الصيام الذي لا تحصى منافعه المادية والمعنوية. لكن لابد أن يعلم الصائم أن للصيام شروطا، أي عدم السماح للإنسان المريض بأن يصوم مهما كانت قوته أو سنه أو حالته، فجسمه أثناء المرض بحاجة ماسة إلى مواد ضرورية وحيوية من أجل مكافحة المرض ومقاومة الجراثيم والتئام الأضرار والجروح، وإن بقاءه مدة قد تصل إلى 18 ساعة أحيانا دون طعام ولا شراب، قد يضره أكثر من أن ينفعه، لأن المرض يقتضي جهدا كبيرا من طرف الجسم ليتغلب على الداء ويتخلص من أعراضه، نظرا لما يحتاجه من مضادات الأجسام الغريبة، لمكافحة الميكروبات والفيروسات ومن هرمونات وإنزيمات لتلتئم الأضرار والقرح ثم تقوية الدم واللمفا التي تطرح السموم والبقايا.. الخ.