أحدثت القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، بإحالة المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق سامي عنان، إلى التقاعد، حالة من التخبط والقلق، إزاء العلاقات بين البلدين، حيث اعتبرها مسؤولون إسرائيليون ''خطوة زعامية'' وصفعة على وجه الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبشرى سيئة للإسرائيليين، نظرا للعلاقات القوية التي كانت تربطه بجميع أفراد القيادات الأمنية الإسرائيلية، فيما طالب البعض الآخر بدراسة الأمور بهدوء وعدم التسرع في ردود الفعل. يؤكد المحلل السياسي المختص في الشؤون الإسرائيلية، الحسين محمد في حديث مع ''الخبر''، أنه لم يتوقع أكثر المتشائمين في إسرائيل أن تصدر هذه القرارات في التوقيت الحالي، خاصة في ظل الحرب التي يقودها الجيش المصري في سيناء، ضد الخلايا والتنظيمات الإرهابية المنتشرة هناك، لافتا إلى أنه وبالرغم من عدم حدوث تغيير ملموس في شكل العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، إلا أن توقعات المسؤولين الإسرائيليين تشير إلى أن الفريق الجديد الذي وضعه مرسي سيكون حذرا للغاية في إظهار أي تعاطف مع إسرائيل، ومنوها أن بعض القيادات الإسرائيلية تلوّح بالعمل بنفسها لمواجهة الإرهاب في سيناء، في حالة غياب التنسيق بين المصريين والإسرائيليين في الملف الأمني. وفي المقابل قال المتحدث إن تل أبيب أصدرت تطمينات تؤكد أن إبعاد طنطاوي عن السلطة العسكرية في مصر لن يؤثر على التنسيق الأمني بين البلدين، وأن بعض المصادر من داخل وزارة الدفاع الإسرائيلية تشير إلى أنه على الرغم من أن وزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السيسي شخصية مجهولة وغير معروفة لدى المصريين، إلا أن الرجل يعرف جيدا جميع أفراد القيادات العسكرية الإسرائيلية بدءا من عاموس جلعاد، رئيس القيادة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، مرورا بالمبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي ونهاية بوزير الدفاع إيهود باراك. وفي السياق، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولميرت بدراسة الأمور بهدوء وعدم التسرع في ردود الفعل، مشيرا إلى أن الأحداث في مصر تتصاعد سريعا منذ الثورة التي أطاحت بمبارك وبشكل غير متوقع، وأن حقيقة انتصار الإخوان المسلمين وصعودهم إلى السلطة كان متوقعا منذ فترة طويلة، في حين قال مسؤول آخر إنه وفقا للإعلان الدستوري الجديد، سيتمتع مرسي بصلاحيات عديدة منها التوقيع على الاتفاقيات الدولية وتشكيل برلمان جديد ومباشرة الميزانية بنفسه، وأنه مع التعديلات التي أدخلها مرسي ستتم صياغة دستور يتماشى مع سياسته الدينية الواضحة. كما أشار تقرير لموقع ''نعنع'' الإخباري الإسرائيلي أن التعديلات التي أجراها مرسي داخل الجيش تمثل صفعة على وجه الولاياتالمتحدة بعد إقالة سامي عنان رجلها وحليفها في مصر، وتوقع التقرير أن يكون الرئيس المصري قد خطط لهذه الخطوة منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أن خطوات السلطة الإسلامية فى البلاد في طريقها للتحقق وإن كانت تمضي نحو هدفها ببطء وبحذر مثلما حدث في تركيا. وتابع الموقع، أنه على الرغم من احتفاظ مرسي بالقيادات التي أقالها في مناصب جديدة، إلا أنهم قد أصبحوا مسلوبي القوة، وهو ما يعني أن الجيش المصري قد أصبح خاضعاً للسلطة التنفيذية في البلاد التي أصبح يمتلكها مرسي منفردا. وذكر الموقع أن مرسي أصبح يمتلك الآن جيشاً تم تجهيزه بأحدث الأسلحة والمعدات الأمريكية، وأنه بفضل المعونة الأمريكية التي تقدمها واشنطن، أصبحت مصر من الدول القلائل التي تنعم بمساعدات عسكرية ثابتة بإجمالي مبلغ 3 ,1 مليار دولار سنوياً وفقا للاتفاق الذي تم التوقيع عليه عام 2007 والمستمر حتى عام .2018 وتابع التقرير أن إسقاط مرسي لكل من طنطاوي وعنان قد أزاح عن كاهله التهديد الذي كان يؤرق جماعة الإخوان المسلمين في مصر، كما ستعطي لمرسي صورة الزعيم الشعبي ذي القوة والنفوذ داخل مصر.