بقيت 14 سنة في ''النصرية'' لكن خاتمتها لم تكن مسكا بسبب أشباه المسؤولين كل من تابع الفترة الزمنية التي لعب فيها سمير عليش في صفوف نصر حسين داي، يتذكر شهرته الكبيرة في أوساط الفريق، فكانت تضاهي بحق نجومية رابح ماجر وشعبان مرزقان، بفضل عطائه الوفير، من خلال الأهداف الحاسمة العديدة التي سجلها، وخاصة أمام الغريم شباب بلوزداد، إلى درجة أن اسمه أضحى هاجسا لمناصري فريق ''العقيبة'' الذين يتقززون من صيحة ''اهرب....اهرب ..راه جا عليش...''. أبى سمير عليش بنبرة الخجول إلا أن يسرد بداية مشواره الكروي بعجالة، فكانت أولى مداعباته للكرة مع فريقه الأصلي شباب برج الكيفان عام 1986 ''الذي لا أنكر جميله أبدا، لأنه سمح لي بتقمّص ألوان المنتخب الوطني ضمن فئة الأشبال ثم الأواسط وتمّن ترقيتي إلى الأكابر قبل بلوغ السن القانونية، مما فتح لي الأبواب على مصراعيه للالتحاق بفريق نصر حسين داي خلال موسم 1992/1993، بعدما نصحني نور بن زكري بتقمص ألوانه''، على حد قول عليش، الذي خاض أول مباراة رسمية مع ''النصرية'' ضد شبيبة القبائل بملعب 20 أوت ''يومها لعبت شوطا كاملا إلى جانب أرمادة من اللاعبين الكبار مثل آيت الحسين، لعزازي، دزيري وغيرهم، وبالمقابل واجهت عناصر لامعة مثل أدغيغ وحفاف''. وأقرّ سمير عليش بأن بدايته في ''النصرية'' كانت محتشمة بسبب نقص خبرته، مما جعله يتعرض لسخط الأنصار تارة ووابل من الشتائم تارة أخرى ''لولا صبري ومثابرتي في العمل وكذا قوة شخصيتي لما كنت أقدر على الاستمرار في البقاء أو التألق فيما بعد''. ويتذكر عليش القطيعة مع ردود أفعال المناصرين التي حدثت بملعب 20 أوت بمناسبة إجراء لقاء كأس أندية إفريقيا أمام فريق جوليبا المالي ''أدّيت حينها مقابلة كبيرة وكنت صاحب هدف الفوز''. انتقلت إلى شبيبة القبائل من أجل الاحتراف لكن مواسة حرمني بسبب الجهوية وعن تجربته في فريق شبيبة القبائل في موسم 97/98، قال عليش ''لقد كنت في صفوف الخدمة الوطنية واستغلّيت قانون مسافة 70 كيلومترا والتحقت بالشبيبة من أجل تفجير طاقاتي لتكون بمثابة جسر نحو الاحتراف في أوروبا، كما حصل مع عدة لاعبين، على غرار صايب، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث اصطدمت بواقع مرّ مع المدرب كمال مواسة الذي جلب معه ابن بلدته من مدينة قالمة فريد غازي وأصرّ على أن يفرضه أساسيا على حسابي، دون النظر إلى الأمور التقنية والبدنية، فأجلسني في دكة الاحتياط رغم إلحاح المناصرين والرئيس حناشي على الاعتماد عليّ، لكنه تعنّت ولم يتح لي الفرصة حتى في المقابلات التحضيرية داخل الوطن أو خارجه''، على حد قول عليش الذي اضطر، أمام هذا الوضع، إلى مراجعة حساباته وحزم أمتعته للعودة مجددا إلى ''النصرية'' في فترة التحويلات الشتوية. مراد لحلو سبب بلاوي ''النصرية'' ويعود سمير عليش بذاكرته إلى الوراء لتفكيك شفرة البلاوي التي تعرضت لها ''النصرية'' وأدت إلى انهيار ''إمبراطوريتها''، حيث حمّل الرئيس الأسبق مراد لحلو المسؤولية كاملة، مثلما يقول ''كنا نملك فريقا قويا في كل صفوفه، وتمكنّا بالرغم من العجز المالي الكبير للفريق الحفاظ على ماء الوجه وإنقاذ الفريق من النزول، خاصة في آخر لقاء أمام شباب باتنة، من خلال الفوز خارج الديار بهدفين لهدف واحد، وكان يفترض على لحلو تحفيزنا وذلك بصرف مستحقات اللاعبين العالقة و السعي للإبقاء على المجموعة كاملة، مثلما عرضت عليه، بمعية المدافع كابري، غير أنه ارتآى العكس وطبّق سياسة فرّق تسد، من خلال إطلاقه لإشاعة في الشارع الرياضي لحسين داي مفادها ترتيبه لنتيجة مقابلة شباب باتنة بقيمة مالية باهظة، وبالتالي من غير المعقول تسديد مستحقات اللاعبين، وهو ما حزّ في نفسي مثل بقية كل اللاعبين الآخرين، وقرّرنا بعدها مغادرة نصر حسين داي دون المطالبة بالمستحقات''. وبعدها التحق عليش بفريق الأحلام لاتحاد عنابة الذي شكّله الرئيس عيسى منّادي، وهناك ملك قلوب ''الهوليغانز''، خاصة بعد تحقيق الصعود إلى الدرجة الأولى. لكن الأمور تغيّرت في الموسم الموالي، مع و صول عدد كبير من اللاعبين الجدد، ما جعله يترك الفريق ليعود إلى العاصمة ويتقمص ألوان أولمبي العناصر مع المدرب بسكري ، قبل أن يختم مسيرته في صفوف نادي الرغاية.