كشف المخرج الفرنسي ألكسندر أركادي، أن فيلمه ''فضل الليل على النهار''، سيخرج للقاعات أولا في فرنسا، كما سيجوب الجزائر، حيث سيعرض في وهران ومعسكر وتيزي وزو وبجاية ومناطق أخرى من الجزائر، كما سيتم توزيعه في ''قرص مضغوط'' بعدها بأربعة أشهر. شدّد المخرج ألكسندر أركادي، في بداية حديثه في الندوة الصحفية التي عقدها طاقم فيلم ''فضل الليل على النهار'' بفندق السوفيتال، أمس، على أنه التزم بشكل كلي بالنص الروائي، وأنه لم يغير شيئا في أساسيات القصة وجزئياتها، ما عدا بعض الإضافات التي تفرضها طبيعة الفيلم السينمائي، لإضفاء أكثر موضوعية، مثل انتقال البطل للدراسة إلى الجزائر العاصمة، الجزئية التي لم ترد في الرواية، وأيضا القصص الجانبية الأخرى كزواج الصحفي وإعلانه في الآثار الرومانية بتيبازة عن كلمات الكاتب ''ألبير كامو''، مشيرا إلى أنه أيضا أراد أن يكرم كامو، من خلال هذا المشهد خاصة أن ياسمينة خضرة يحترمه كثيرا. واعترف أركادي بأنه مازال مرتبطا بالجزائر التي أحبها كثيرا، ومن هنا جاء حرصه على تحويل رواية ياسمينة خضرة إلى فيلم، واصفا الرواية بالعمل العالمي، ومن هنا جاء أيضا حرصه على أن يكون العرض الأول المبرمج في 12 سبتمبر، في الجزائر بدلا من فرنسا، متمنيا أن يحصد الفيلم الكثير من النجاح، كما فعلت الرواية. وأوضح أركادي بأن اقتباس رواية من 465 صفحة وتحويلها إلى سيناريو فيلم ''ماتيو دانيال سانتو'' في ساعتين، صعب جدا، خاصة أنه ثري بالأحداث والمواقف والمشاعر والآلام والتمزق، وترجمة كل هذا في شخصيات حقيقية مع احترام المسار العام للرواية. ووصف ياسمينة خضرة الذي حضر الندوة، من جهته، الفيلم ب''الرائع''، وقال إنه انبهر وتأثر بقوته وطريقة إخراجه، واعترف للمخرج يوم عرضه لأول مرة قائلا: ''كان يجب أن أكتب الرواية بنفس طريقة إخراج الفيلم''، مضيفا أن نصه يتحدث عن قصة حب تدعو إلى دفن الأحقاد والعيش في حب، فالجزائر في تلك الفترة لم تكن فيها الحرب فقط، بل كانت هناك قصص حب وحرب وحياة ومآسٍ أيضا وتمزق ومعاناة في كل جهة، مستطردا بقوله ''أقول لكل من يشكك في وطنيتي، إنني ابن الجزائر، وأحب هذا الوطن مثل ما يحبه كل جزائري غيور عليه ولا أحد يزايد علي''، داعيا إلى الخروج من ما أسماه الصدمة التاريخية، وما خلفته من آلام وجراح والنظر إلى الماضي برؤية أكثر تفاؤلا، معلقا ''أنا لا أكره الشعب الفرنسي''، وأضاف مازحا ''لا يمكنني أن أكره شعبا لي فيه 4 ملايين قارئ''. كما أشار خضرة إلى أن العديد من المخرجين أرادوا اقتباس الرواية وإخراجها سينمائيا، لكنه أحس أكثر برغبة أركادي التي كانت نابعة عن حب وإصرار شديدين، ومن بين المخرجين الذين اتصلوا بخضرة المخرج الجزائري لخضر حامينا، الذي قال له ''كنت أرى نفسي في هذه الرواية''. لكن، يضيف خضرة ''كان قد سبق أن أعطيت موافقتي لأركادي الذي لم يخيب ظني''. كما أعرب كل واحد من طاقم الفيلم: البطلان نورا ارنبزادر (اميلي) وفؤاد عتو (يونس أو جوناس)، اوليفيي برتيليمي (جون كريستوف)، ماتيو بوجناح (ديدي)، طيب بلميهوب (عيسى)، سليم كشيوش (جلول)، عباس زهماني (بليس)، المغربية سارة البرج (زينب)، عن سعادتهم بزيارة الجزائر، منهم من جاء لأول مرة وبعضهم من سكن أجداده الجزائر، وتمنوا العمل مع جزائريين في أفلام أخرى تعالج الماضي المشترك بكل حب وشفافية، تزيل الحواجز وتضمد الجراح.