بدأت العديد من العائلات في مدينة كراتشي بدفن أقربائها الذين قضوا جراء الحريق الذي اندلع في مصنع في مدينة كراتشي الثلاثاء وذهب ضحيته نحو 264 شخصا على الأقل.ومن المتوقع، ان تقام العديد من مجالس العزاء في مدينة كراتشي ومناطق أخرى في باكستان الخميس.ومازالت ملابسات الحريق قيد التحقيق بحسب الشرطة الباكستانية.وكان قد احتجز مئات الاشخاص داخل المصنع الذي اندلع به الحريق حيث لا يوجد فيه مخارج للطوارئ ويحتوي فقط على نوافذ لكنها محكمة الإغلاق.ويعد هذا الحريق من أسوء الحوداث التي تعرضت لها باكستان في التاريخ الحديث.واصطف العديد من أقرباء الضحايا بالقرب من المستشفى في المدينة لإعطاء عينات من الدم للمساعدة في التعرف على هوية 100 جثة متفحمة.وقال احد المسؤولين الاربعاء ان حصيلة القتلى كانت 389 قتيلاً الا انه تم مراجعتها الخميس وحدد رقم الضحايا الذين سقطوا جراء هذا الحريق وبلغ رسمياً 264 قتيلاً.وتبحث الشرطة عن مالكي المصنع الذين يواجهون تهمة القتل جراء الاهمال، كما ان المسؤولين الحكوميين سيتم استجوابهم لفشلهم في تطبيق قواعد السلامة.وقال مراسل بي بي سي سيد شهاب حسن في كراتشي ان: "فرق الانقاذ أخلت المصنع من جثث الضحايا وأن الشرطة بدأت بالتحقيقات". حريق كراتشيووصف شهود عيان كيف احتجز مئات الضحايا داخل المصنع الذي شبت فيه النيران. واضافوا ان "المصنع الذي شب فيه الحريق والمكون من خمسة طوابق لا يحتوي على مخارج للطوارئ مما اضطر البعض إلى القفز من النوافذ هربا من الحريق"، مشيرين ان "عشرات المصابين من كسور بالعظام".وقال أحد الناجين إنه أصيب من جراء التدافع الشديد مما اضطره على القفز من الطابق الثالث لكن خمسة من أقاربه لم يتمكنوا من الهرب بحسب تصريحاته.وأضاف لمراسل بي بي سي رياز سهيل: "كان هناك نحو 150-200 شخص يتدافعون بقوة للوصول إلى المخرج وقد فقدت الوعي في ذلك الوقت".وذكر إنه قفز من طاقة فتحها أحد الجرارات المستخدمة في الإنقاذ وأضاف: "لقد توسلت الى المنقذين لاخراج أقاربي لكن لا من مجيب". الاقتصاد الباكستانيوتمتلك المصانع في باكستان مولدات كهرباء خاصة بها نظرا لسوء حالة شبكات الكهرباء في البلاد.وتعد صناعة الملابس من أهم مقومات الاقتصاد في باكستان حيث زودت الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7.4 في المئة وتسهم في توظيف 38 في المئة وتمثل 55.6 في المئة من صادرات البلاد بحسب بيانات البنك المركزي.ويقول المنتقدون إن الفساد يستشري في دوائر الحكومة التي يقولون إنها غير قادرة على التركيز على سلامة العمال، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من المشاكل كانقطاع التيار الكهربائي المتكرر وتفشي الفقر والتعامل مع حركة طالبان وانتشار الجريمة.