قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن المبادرة المصرية التي طرحها الرئيس مرسي لحل الأزمة السورية، من خلال اللجنة الرباعية التي تضم كلا من مصر والسعودية وإيران وتركيا، قد حكمت على نفسها بالموت بسبب تبنيها مطالب المعارضة، وأعرب عن تفائله بنجاح مهمة المبعوث الدولي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي. وأكد الدكتور سعيد اللاوندي في حديث مع ''الخبر''، أن تبني اللجنة الرباعية لمطالب المعارضة السورية بتنحي الأسد، أفشل مهمتها قبل ولادتها، لافتا إلى أن رحيل الأسد يخدم إسرائيل بالدرجة الأولى، مضيفا ''أعتقد أن الرئيس مرسي لم ينس أنه جاء نتيجة لثورة 25 جانفي التي أطاحت بنظام مبارك، ويتصور أنه مضطر للوقوف مع الثوار، وأنه إذا قامت ثورة مماثلة في سوريا ستأتي بشبيهه، لكن ما يحدث في الأراضي السورية عكس ما عشناه في مصر تماما، لأن النظام السابق لم يتحمل الثورة وتنحى بعد 18 يوما، في حين أن نظام الأسد لا يزال صامدا ومستمرا لما يقرب من سنتين، وهذا دليل على أن هناك شريحة عريضة من الشعب السوري تقف وراء بشار وتدعمه، ويجب علينا احترام رغبتهم، وفي المقابل نؤكد على ضرورة وقف الدماء المسالة يوميا ونرفض كافة أشكال العنف والإرهاب، الممارسة من لدن الجيشين النظامي والحر''. ورفض خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، توجيه كافة التهم إلى الجيش النظامي بتورطه في مقتل المدنيين، موضحا ''هناك انقسام وتعارض صارخ في صفوف المعارضة السورية التي استقوت بعدد من الدول الغربية والعربية على غرار قطر، التي زودتها بالأسلحة، وبالتالي اتجهت إلى العنف والإرهاب وشاركت في قتل شعبها''. وعلى النحو ذاته، أثنى المتحدث على موقف الجزائر حيال الأزمة السورية، ووصفه ب''المتفرد''، مشيدا بدور ومهمة موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، متوقعا نجاح مهمته، قائلا ''للإبراهيمي مصداقية كبيرة والذاكرة العربية تحتفي به، والأمل معقود عليه لإيجاد حل للأزمة السورية، فقد لعب أدوارا مماثلة في الماضي في لبنان، حيث كان له دور أساسي لتحضير إتفاق الطائف، كما أنه لم يتبن مواقف المعارضة، مثلما فعل قبله كوفي عنان، بل سعى إلى الاجتماع بجميع عناصر الأزمة السورية، والتقى بالأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، وبشار الأسد والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وهذا مدخل طيب له، عكس ما تقوله المعارضة السورية التي انتقدت بشدة تعيين الإبراهيمي، وقالت إنها لا تعول عليه وأن مهمته ستبوء بالفشل''.