عاد الصالون الدولي للكتاب بالجزائر في طبعته السابعة عشر 2012 إلى قصر المعارض الصنوبر البحري، ''سافاكس''، بالجزائر العاصمة، بعد ثلاث طبعات قضاها بخيمة مركب محمد بوضياف ب5 جويلية، في عهدة المحافظ السابق إسماعيل أمزيان. وقد أثار نقله آنذاك ردود فعل متباينة، منها مؤيدة وأخرى معارضة، خاصة من بعض دور النشر التي وصلت إلى حدّ مقاطعة الصالون. وفي محاولة لمعرفة ردود الفعل المختلفة لهذه العودة المجدّدة إلى ''قصر المعارض''، استقصت ''الخبر'' رأي بعض زوّار المعرض وبعض الناشرين، العرب والأجانب. أكّد حميدو مسعودي، المحافظ الجديد للصالون الدولي للكتاب بالجزائر في لقاء سابق مع ''الخبر''، أن عودة الصالون إلى ''قصر المعارض'' لا علاقة لها بتغيير رئاسة محافظة الصالون، رغم أن هناك من يرى العكس. اتساع مساحة قصر المعارض.. العامل الأساسي للراحة بعيدا عن الحسابات الضيقة للأشخاص والرؤى المتباينة، جالت ''الخبر'' بين أروقة الصالون، أول أمس، في ثاني يوم من افتتاحه، لجسّ نبض الجمهور ودور النشر، حول موقفهم من عودة الصالون إلى قصر المعارض، وعقد مقارنة بسيطة بين الموقعين. يرى خالد. غ، 36 سنة، طبيب متعوّد على ارتياد الصالون منذ أكثر من ست سنوات، أن وجود الصالون ب''قصر المعارض'' أحسن، بالنظر إلى تواجده وسط العاصمة، واتساع المكان والأروقة، موضحا: ''نحن هنا في بناية وليس في خيمة، لا نخاف لا من الحرّ ولا من المطر، ما يخلق الراحة لدى الزائر ومتعة التجوّل بين الكتب والأجنحة''. ورغم أنه يقطن بتيبازة، كما يقول، ومركب 5 جويلية أقرب إليه، إلا أنه يفضل ''قصر المعارض''. نفس الموقف تتبناه الطالبة في الهندسة خديجة.س، 18 سنة، قائلة: ''أفضل بكثير قصر المعارض، المكان واسع ولا ازدحام في الأروقة''، حيث تتمنى خديجة القاطنة بحي باب الواد والمتعوّدة على زيارة الصالون منذ كانت طفلة، أن يبقى الصالون في ''قصر المعارض''، لأنه المكان الطبيعي له، رغم أن المسافة لا تختلف بين الموقعين. عكس علي.ع، 50 سنة، أستاذ ثانوي وابنه زكريا.ع، 20 سنة، طالب بباب الزوّار، والقاطنين ببرج البحري، واللذين كما قالا: ''يتمنى أي قاطن ببرج البحري أن يظل الصالون بقصر المعارض، لقرب الموقع من مقر سكناهم''. وإن أجمعت أغلب الآراء على أن وجود الصالون ب''قصر المعارض'' أفضل، إلا أن هناك من رفض الفكرة ولم تعجبه، كالطبيب سهيل. ر، 45 سنة، حيث يرى أن كل مكان له مساوئه ومحاسنه. فرغم أنه لا ينفي أن عامل الاتساع والتهوية يظل أساسيا، إلا أن الصالون في مركب ''محمد بوضياف 5 جويلية'' له طابع عائلي، لأن الجميع يمكنه الحضور بكل الطرق، لسهولة المواصلات وقرب الموقع من المناطق العمرانية لبن عكنون، بوزريعة، بني مسوس، دالي ابراهيم والأبيار، بينما تضطر العائلة الواحدة أن تتنقل إلى ''قصر المعارض''، سواء بالسيارة أو بالميترو والترامواي، وهذا مكلف بالنسبة لعائلة تضم 5 أفراد على الأقل. الحكم على الصالون يتوقف على الإقبال إن كان مقياس الزائر لصالون الكتاب هو البحث عن الراحة عند عملية اقتناء الكتب، فإن الأمر يختلف بالنسبة للناشر، الذي يرى أن الإقبال على الصالون من طرف الزوّار ونوعيتهم وما يحققونه من أرباح وبيع وشراء، هو المقياس الحقيقي لهم، وبالتالي كما تقول ممثلة دار ''غاليمار''، صلاح نورة: ''صعب أن نحكم على الصالون الآن، نحن في اليوم الثاني، سننتظر نهاية الأسبوع، خاصة الجمعة والسبت (الروبورتاج أجري يوم الخميس). يمكن القول فقط إن موقع 5 جويلية كان أفضل، بالنظر إلى عدد الزوّار مقارنة بالسنوات السابقة''، مشيرة إلى أن أهم ما تسجله في ''قصر المعارض'' هو الاتساع والبناية الواقية ووجود كل المستلزمات بالداخل، لكنها بالمقابل أشارت إلى قضية التهوية التي تظل مشكلا قائما، لعدم وجود تكييف. نفس الموقف بالنسبة لكل من ممثلي دار الشهاب والبرزخ والاختلاف، الذين يرون أن ''قصر المعارض'' هو المكان الطبيعي للصالون، لكن يبقى الحكم بعد نهاية الصالون، خاصة بالنسبة للإقبال. وعكس الكثيرين، يشدّد أحمد ماضي، مدير دار ''الحكمة''، على أن الصالون عاد إلى مكانه الطبيعي، مشيرا إلى أنه لأول مرة وصلت المشاركة إلى حوالي 700 دار نشر، مضيفا أن المكان واسع والأجنحة والأروقة كذلك، كما أن الفنادق قريبة ومتوفرة. نفس الرأي قدّمه ممثل ''دار الكتاب العربي'' محمد العزيزي الذي أثنى على الموقع، خاصة اتساع الأجنحة والأروقة، فيما أعاب عدم وجود تكييف، خاصة مع ارتفاع الحرارة، ويتوقع أن يرتفع الزوّار الأيام القادمة. أما بالنسبة لدار النشر القصبة، فالموقع الأول كان الأفضل قياسا، كما تقول ممثلة الدار، بتوافد الجمهور، وتمركز الصالون في منطقة عمرانية واسعة، وحوله الجامعات والأحياء الجامعية، في كل من عكنون، بوزريعة ودالي ابراهيم.