أدرجت الإدارة الأمريكية اسمي الجزائريين أحمد بن صالح بلباشا وبلقاسم بن سايح ضمن قائمة من 55 معتقلا في غوانتنامو تمت الموافقة على نقلهم لمعتقلات أخرى، إلا أن قرار الإفراج لا يعني بالضرورة نقلهم إلى بلدانهم الأصلية. ومعلوم أن أحمد بلباشا يرفض الترحيل إلى الجزائر بدعوى ''مخاوف من سوء المعاملة''، وقد حوكم غيابيا في الجزائر، قبل ثلاث سنوات، وصدر في حقه حكم بالسجن 20 سنة. نشرت الإدارة الأمريكية، أول أمس، لأول مرة، لائحة بأسماء 55 محتجزا في معتقل غوانتنامو تمت الموافقة على الإفراج عنهم. وتضم اللائحة أسماء الجزائريين أحمد بن صالح بلباشا وبلقاسم بن سايح، وتشمل القائمة ككل ما يمثل نحو ثلث السجناء المتبقين في غوانتنامو البالغ عددهم 167، وهم مسجونون منذ أكثر من 11 عاما. وقال متحدث باسم وزارة العدل الأمريكية، في تعليقه على نشر قائمة الأسماء، لأول مرة منذ تأسيس المعتقل الأمريكي الشهير، إن الظروف التي حتمت حماية هذه المعلومة قد تغيرت. وأضاف أن واشنطن كانت تسعى، في الأساس، إلى حماية هذه المعلومة ''من أجل الحفاظ على مرونة في مفاوضاتها الدبلوماسية مع الحكومات الأجنبية حول إمكانية نقل معتقلين إليها، وخصوصا في العالم الثالث، مع استثناء الدول التي ينحدر منها السجناء''. وأدرج أمام كل اسم في القائمة رقم تسلسلي، فحمل بلباشا رقم 290 فيما حمل بن سايح رقم .10001 بيد أن إعلان ''الموافقة بالترحيل'' للمعتقلين الجزائريين لا يعني بالضرورة ترحيلهما للجزائر، قياسا للتعقيدات التي تضعها الإدارة الأمريكية تحت بند ''حقوق المرحلين''، وعادة ما تعمل برغبة المعتقلين في تحديد وجهتهم بعد صدور قرار الإفراج. وتوبع بلباشا في محكمة بالعاصمة بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج، ويعتقد أن بريطانيا هي التي ستحتضنه، إلا في حال اعتراض الحكومة البريطانية لاحقا، وذكر اسم دولة ألبانيا أيضا كدولة حاضنة، فيما قد يرحل بلقاسم بن سايح إلى البوسنة، التي اعتقل على أراضيها أول الأمر، وهو من مجموعة الستة التي عرفت ب''جزائريي البوسنة''، وتضم كلا من: مصطفى آيت إيدير، محمد نشلة، حاج بودلة، الأخضر بومدين، وصابر الأحمر، هذا الأخير كان قد رحل إلى فرنسا بعد موافقة الحكومة على استقباله، بناء على رغبته التي أعلنها. ورغم مخاوف بلباشا من الترحيل للجزائر، إلا أن مجرى المحاكمات التي تمت مع باقي المرحلين انتهت أغلبها بالبراءة، حيث سبق وبرأ القضاء عبار الهواري وعابد أحمد العائدين من سجن غوانتنامو، وقبلهما برأت ساحة ست متهمين آخرين وهم: عبدلي فوغول وطراري محمد وحدرباش سفيان وحمليلي عادل أمين طيب وزميري أحسن وحمليلي مصطفى.