شدّ تدخل المجموعة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية، العائد إلى الغرفة الأولى بعد عشر سنوات من الغياب، الأنظار إليه، في ختام مناقشة مخطط عمل الحكومة. وتحدث رئيس كتلة الحزب، أحمد بطاطاش، عن برنامج يفتقد لأجندات وآجال تنفيذ، وهو ما اتفق عليه مع لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، ونعمان لعور، رئيس كتلة الجزائر الخضراء. وقال بطاطاش إن الوقت الحالي يقتضي التغيير وليس الإصلاح، وحذر من أن ما تحدث عنه الوزير الأول بأن ''إدارة في واد وشعب في واد'' قد يأتي اليوم الذي نتحدث فيه عن ''حكومة في واد وشعب اداه الواد''. وأبرز حاجة الجزائر للمضي إلى مصالحة حقيقية تنطلق من إظهار فرض العدالة وإظهار الحقيقة في قضية الاختطافات التي ارتكبها أعوان الدولة، أو الجماعات الإرهابية. وطالب بكشف الحقيقة عن اغتيالات قادة الثورة في الاستقلال من محمد خيذر إلى محمد بوضياف. وفي نفس المسألة، طالبت لويزة حنون بحل جزائري لقضية المفقودين، ورأت أنه إذا توجب إجراء محاكمات لتحديد المسؤوليات، فيجب أن تجري على التراب الجزائري، مبدية معارضتها لفكرة تسليم أي مسؤول جزائري للمحاكمة في الخارج. وأضافت أنه يجب أن يؤخذ بالحسبان في قضية المفقودين، أن الظاهرة حدثت وفي وقت حرب وليس كما جرى في بلدان أخرى مثل المغرب الأقصى. واستغربت حنون إغفال الحكومة الحديث عن دعم القضية الفلسطينية في مخططها، ودعت إلى حل جزائي لقضية المفقودين. كما دعت حنون إلى إرجاء تعديل الدستور إلى ما بعد رئاسيات 2014. وأكد تكتل الجزائر الخضراء الحاجة إلى إصلاحات سياسية شاملة توضح طبيعة النظام السياسي في إصلاح الدستور المقبل. وكرر التكتل مطلب إجراء انتخابات جديدة لحل أزمة الثقة بين الحاكم والمحكوم. وتساءل عن قدرة الحكومة على محاربة أصحاب الحاويات والمافيا، كما فعلت مع التجار غير الشرعيين وتجار الشنطة. ودعا التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني إلى مواصلة الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وأشاد رئيس كتلة الأرندي، ميلود شرفي، بحصيلة الحكومة السابقة، وأكد على ضرورة التعجيل بفتح مجال السمعي البصري وإصدار النصوص التطبيقية للقوانين. وترك شرفي لزميله محمد جميعي في كتلة الأفالان مهمة الرد على المشككين في شرعية المجلس الحالي. وشهدت جلسة صبيحة أمس ملاسنات بين نواب تكتل الجزائر الخضراء وجبهة التحرير الوطني، على خلفية مطالبة نائب من التكتل بنزع شعار الجبهة عن حزب بلخادم والتشكيك في شرعية المجلس الحالي.