شهدت مدينة حلب 4 انفجارات استهدفت مواقع حكومية وفندقا بساحة سعد الله الجابري الواقعة غربي المدينة، فيما أعلنت المعارضة عن مقتل أعضاء من ''حزب الله'' في كمين، من بينهم قائد كبير. وفي ظل اشتداد المعارك ومطالبات المعارضة وقوى إقليمية بتدخل عسكري، يرى دبلوماسيون غربيون أن التدخل العسكري مستبعد في سوريا وأن الحل السياسي هو المنفذ لوضع حد للعنف في سوريا. تحدثت إحصاءات أولية عن مقتل 40 شخصا على الأقل وإصابة نحو 90 آخرين في تفجيرات السيارات المفخخة التي هزت وسط مدينة حلب أمس. وذكرت قناة ''الإخبارية'' التابعة للحكومة، وقوع ''ثلاثة تفجيرات إرهابية'' في ساحة سعد الله الجابري غربي مدينة حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، إن ''العشرات، معظمهم من القوات النظامية، قتلوا أو جرحوا إثر انفجار سيارات مفخخة بساحة سعد الله الجابري''، مشيرا إلى أن التفجيرات استهدفت نادي الضباط وفندقا. وأوضح المرصد الذي يستند إلى شبكة واسعة من الناشطين، أن السيارات انفجرت ''بعد اشتباكات بين عناصر الحراسة في نادي الضباط'' ومقاتلي المعارضة. وفي وقت لاحق هز المدينة انفجار رابع. يذكر أن مدينة حلب تنقسم تقريبا إلى قسمين، حيث تسيطر القوات الموالية للرئيس بشار الأسد على غرب المدينة في حين تسيطر قوات المعارضة على شرقها. في تطور آخر، كشفت المعارضة السورية المسلحة تفاصيل عملية اغتيال القيادي في ''حزب الله'' اللبناني، علي حسين ناصيف، المعروف ب''أبو عباس''، والذي شيع جثمانه في لبنان أول أمس، مع أفراد آخرين من الحزب. وأوضحت أن عناصر من ''الجيش الحر'' نصبوا كمينا عن طريق عبوة ناسفة استهدفت موكبه، ما أدى إلى مقتله مع عدد من المرافقين في منطقة القصير الحدودية مع لبنان. وأعلن ''حزب الله'' مقتل ناصيف وشخص آخر، وقال إنه قتل خلال تأديته واجبه الجهادي، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى. وفي الأردن أعلن التيار السلفي الجهادي، أمس، مقتل اثنين من أنصاره في درعا جنوبي لبنان. وكان التيار السلفي الجهادي في الأردن قد أعلن، أمس، وصول ستة من أنصاره إلى سوريا ''للجهاد ضد نظام الأسد''. من جهة أخرى، قال رئيس بلدية منطقة أكاكالي الحدودية في جنوب شرق تركيا، أمس، إن ثلاثة أشخاص بينهم طفل قتلوا وأصيب ما لا يقل عن 9 آخرين بجروح خطيرة، بعد سقوط قذيفة مورتر أُطلقت من الأراضي السورية على المنطقة. ونقلت ''رويترز'' أن ما لا يقل عن 8 أشخاص أصيبوا بجروح بالغة، بينهم ثلاثة من الشرطة تم نقلهم إلى المستشفى. وأبلغت تركيا المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بالواقعة. على الصعيد الدبلوماسي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن تؤكد أن لا تدخل عسكري في سوريا، مشيرة إلى أنها تتحدث عن دعم ''غير قاتل'' للمعارضة السورية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، في تصريحات للصحفيين نشرتها وكالة ''يونايتد برس إنترناشنل) الأمريكية: ''أوضحنا ما نبحث عنه في ما يتعلق بدعم المعارضة السورية، ونحن نؤكد أن لا تدخل عسكري في سوريا''، وذلك ردا على تحذير روسيا الغرب من التدخل العسكري في سوريا. وفي السياق، أكّدت مصادر ديبلوماسية غربية، في بيروت، في حديث إلى صحيفة ''السفير''، أن ''الأزمة السورية مرشّحة لأن تطول، في ضوء قدرة النظام والرئيس السوري بشار الأسد على الصمود''، الأمر الذي يعود برأيها إلى ''فشل المعارضة في تحقيق أي تقدّم ملموس، بسبب الخلافات في ما بينها وعدم نجاحها في تحقيق خرق ميداني كبير على الأرض''، ليبقى الخيار الوحيد في سوريا هو ''الحلّ السياسي ودعم خطة المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي''.