استنكرت أمس، الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلكين، الغلاء الفاحش الذي تشهده هذه الأيام مختلف أسواق الماشية مع اقتراب العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك، مُطالبة الجهاز الحكومي بالتدخل من خلال القيام بعملية استعجالية لاستيراد رؤوس ماشية من السودان بهدف عقلنة الأسعار التي تجاوزت كل الحدود المعقولة. أوضح السيد حريز زكي، رئيس الفيدرالية في تصريح ل''الخبر'' أمس، بأن هيئته وجّهت مراسلة رسمية إلى وزارة الفلاحة دعتها فيها إلى تكليف مجمع ''برود'' القيام بعملية نموذجية استعجالية تنتهي باستيراد مجموعة من رؤوس الماشية عن طريق السودان أو أي بلد آخر، ''باعتبار أن هذا الإجراء سيسمح برفع حجم العرض في الأسواق، ومن ثمّة وضع حد للأسعار الجنونية التي حطّمت كل الأرقام القياسية، والتي ستمنع الكثير من العائلات الجزائرية من أداء هذا النُسك، خاصة وأن الجولات الميدانية أثبتت بأن أصغر ماشية معروضة هذه الأيام في السوق لا تقل عن ثلاثة ملايين سنتيم، بينما تصل في بعض الأحيان حدود سبعة ملايين سنتيم، الأمر الذي يُعد أمرا تعجيزيا للسواد الأعظم من أرباب البيوت. وحسب ذات المتحدث، فإن ''هذا الإجراء يُمكن تجسيده على أرض الواقع بسهولة تامة في حال موافقة السلطات المركزية''. مضيفا بأن ''انعكاساته ستكون إيجابية على العديد من المستويات باعتبار أنه سيساهم من جهة في استقرار أسعار الأضاحي وعقلنتها، فضلا عن الحفاظ على رؤوس الماشية الجزائرية المعنية بالذبح من جهة أخرى، لاسيما وأن الجزائريين يستهلكون ملايين الرؤوس في إطار هذه المناسبة الدينية، وهو ما سينتهي بانخفاض محسوس في أسعار اللحوم الحمراء عقب العيد بعد أن واصل سعرها ارتفاعه طيلة السنة الماضية. من جهة أخرى، كثّفت وحدات حرس الحدود من تواجدها عبر الحزام الحدودي بسلسلة المناطق الجبلية الفاصلة بين إقليم دائرة أولاد إدريس بولاية سوق أهراسوإقليم دائرة بوحجار بولاية الطارف لغلق المنافذ التي تشهد تهريب آلاف الروس من الخرفان القادمة من ولايات السهوب والهضاب العليا. وحسب المعطيات المجمّعة لدى جهاز حرس الحدود، فإن شروط الشعاع الجمركي في نقل وحركة الماشية بهاتين الولايتين الحدوديتين أضحى محل تلاعبات تتولاها جماعات مختصة بتواطؤ موالين بحوزتهم الصفة القانونية لنشاط تربية الماشية بالمناطق الريفية المتاخمة للشريط الحدودي، ومن ذلك جلب آلاف الرؤوس من أجود أنواع الخرفان والكباش من الأسواق الداخلية لولايات السهوب والهضاب العليا والجنوب بتراخيص جمركية لنقلها، ويصل بها المطاف إلى مشاتي أقرب نقاط الحزام الحدودي على أساس تربيتها وتثمينها بالمنطقة. وتترك هذه القطعان في المراعي البرية اللصيقة بالحزام الحدودي تحت طائلة التمويه برعيها وفي أقل من أسبوع تهرّب إلى تونس عبر منافذ جبلية وعرة التضاريس بمنطقة أولاد ضياء عند النقطة الحدودية الفاصلة بين سوق أهراس والطارف، أو تشحن في مركبات ليلا تأخذ طريقها عبر المسالك الغابية المعزولة. وتحصلت المصالح الأمنية المختصة في مكافحة التهريب الحدودي على معلومات من مواطنين جزائريين مقيمين بالمشاتي التونسية على تماس الحدود، بأن آلاف الرؤوس من الخرفان والكباش المعروفة هناك بنوعية ''الشاوية الجزائرية'' تدخل التراب التونسي وتحول إلى كبرى أسواقها الداخلية ومنها القطعان التي تصدّر إلى الأسواق الإيطالية والمالطية والفرنسية وتقدّم أطباق لحومها في أشهر الفنادق العالمية.