بن عيسى: '' نزار يريد الانتقام مني'' نزار: ''هناك أمور أخطر سأكشف عنها أمام العدالة'' لا يزال مسلسل محاولة ترتيب لقاء الجولة الثامنة بين شباب باتنة والضيف شبيبة الساورة، يلقي بظلاله على يوميات الكرة الجزائرية، ويثير الكثير من ردود الفعل المتباينة، خاصة التي تريد أن يأخذ هذا الملف مجراه في أروقة العدالة لكشف المزيد من الحقائق عن ترتيب المباريات وشراء ذمم الحكام التي كانت مجرد ''طابو''، قبل أن يفجّر فريد نزار القضية وتأخذ أبعادا أخطر. كانت البداية من الطرف الفاعل والمتهم الرئيسي في القضية نورالدين بن عيسى، حيث خرج عن صمته وكشف في تصريح خص به ''الخبر'' أمس، عن العديد من الحقائق التي تحيط بالقضية، وحاول، حسبه، رئيس شباب باتنة تضليل الرأي العام من خلالها. وأكد المناجير بن عيسى في البداية أنه ضحية وعيد رئيس شباب باتنة فريد نزار، والذي لم يتجرع، حسبه، الخسارة المسجلة من قبل فريقه ببلعباس، ''وهو الذي كان يراهن على الفوز بنقاطها لكسب ود أنصار الفريق الذين باتوا لا يتوانون في شتمه في كل لقاء، بدليل أنه اتصل بي قبل اللقاء، وطلب مني عدم الاتصال بالحكم الذي أدار المواجهة حتى لا يسهّل مهمة المحليين، ولأني أكّدت له أنه لا دخل لي بالحكام لا من بعيد ولا من قريب، إلا أنه لم يتوان بعد نهاية المباراة في اليوم الموالي في الاتصال بي وتوعّدني بالانتقام، وهو ما لم آخذه مأخذ الجد، على اعتبار أنني بعيد عن ما حدث'' على حد تعبير بن عيسى. من جهته، لم يتوان رئيس شباب باتنة فريد نزار في الرد على بن عيسى، حيث أكد في تصريحه ل''الخبر''، صحة الإتصالات التي جمعته بالحكم بن عيسى، لكن قبل اللقاء لتزويده بأرقام مسيري الإتحاد الحاليين لإحضار الحافلة لا غير، ''أما بعد اللقاء، فإنني أنفي نفيا قاطعا الاتصال به'' يضيف نزار. بن عيسى عاد بنا للخلف، وأكد أنه يوم الحادثة كان بالعلمة لقضاء بعض الأمور هناك ''في رحلة كانت ستنتهي بعين مليلة كآخر محطة لاقتناء بعض قطع الغيار لسيارتي الشخصية، وفي أثناء تجوالي بالعلمة وصلني اتصال من شخص يدعى عماد، وطلب مني أن ألتقيه بقسنطينة مسقط رأسه، دون سابق معرفة به، لكني أكدت له أنني بغرض الاتجاه لعين مليلة، فطلب مني أن ألتقيه بالخروب، وفعلا حدث اللقاء وكان غرض هذا الشخص في بداية الأمر هو تحويل بعض اللاعبين في فترة التحويلات الشتوية وتنقّل معي لعين مليلة لمقابلة هؤلاء اللاعبين، لكن في الطريق أكد أن لاعبين من شباب باتنة بغرض التفاوض حول ترتيب اللقاء لصالح الساورة، وما عليّ إلا تأكيد أنني أعرف الرئيس محمد زرواطي أمامهم حتى يطمئنوا، لكن المفاجأة أن فريد نزار يصر على اتهامي أنا شخصيا، في مقابل ذلك الفيديو المزعوم يظهر الشخص عماد وهو ينزل من السيارة وهنا تتأكد فرضية الانتقام وتتأكد بصورة جلية''. من جهته، أكد نزار صحة المعلومات التي أدلى بها، وأصر على أن بن عيسى فعلا هو من حاول التقرب من لاعبيه، ''وكلامه بأن الثنائي الموجود بعين مليلة ليسوا بنائين وأنهم لاعبين دليل على معرفته لهم، وإلا لما صرح بذلك، فكيف ينفي معرفته السابقة بهم''. بن عيسى عاد ليؤكد أن الحديث الذي دار بداخل السيارة وبحضور اللاعبين بابوش، ياسين وبلة عماد، بعد أن تعذّر حضور نعمون، حسب ما ورد في التسجيل ''لم أكن حاضرا فيه، والذي كان يتحدث هو الشخص نفسه عماد الذي حاول التمثيل أمام اللاعبين، لإيهامهم أنه يعرف زرواطي شخصيا''. وواصل بن عيسى حديثه بالقول ''لو كان نزار فعلا يثق في لاعبيه الذين نفترض أنهم شاركوا في التمثيلية، فلماذا لم يشركهم وهو الذي يقول أنه يضع ثقته الكبيرة فيهم. وهنا نطرح علامة استفهام، هل لخيارات فنية أم لأن الثنائي فقد تركيزه، لأنه زج به في تمثيلية باطلة الغرض منها تشويه سمعتي وصورتي والقضاء عليّ رياضيا كما يريد نزار'' يضيف بن عيسى. وعاد نزار ليردّ بأن الثنائي الذي تنقّل لعين مليلة كان دون علم الطاقم الفني ''والذي لم نشأ إبلاغه حتى لا نؤثر على تركيزه، وتركنا له حرية اختيار اللاعبين الذين يواجهون الساورة بحرية وعدم مشاركتهما لا علاقة لها بالقضية أساسا''. ليضيف نزار أن بن عيسى لم يكتف بهذا الثنائي، بل حاول التقرب من بعض الأشخاص بباتنة والمعروفين بمثل هذه التصرفات، ولكن مسعاه فشل لأنه لم يجد التجاوب المطلوب. بن عيسى ذهب لحد التشكيك في الفيديو وأكد أنه مفبرك والعدالة لديها كل الوسائل لكشف ألاعيب فريد نزار الذي تعوّد على مثل هذه التصرفات حسب السيد بن عيسى. ليرد نزار أن الفيديو سليم، وأن هناك أمور أخطر فضّلنا الاحتفاظ بها لتقديمها للعدالة، ''وعلى بن عيسى تبرئة نفسه منها، لأن ما تم الإعلان عنه وتقديمه للرأي العام هو جزء من الحقيقة التي نحتفظ بكل الأوراق الرابحة فيها لإخراجها وقت الحاجة''. وعما إذا كان سيلجأ للعدالة لإعادة الاعتبار لنفسه باعتباره المتهم رقم واحد، في ظل تأكيد نزار لبعض مقربيه حسب بن عيسى أنه لا توجد بينه وبين زرواطي أي مشاكل، رد بن عيسى ''سألجأ للعدالة حينما ينتهي نزار من كلامه، وحينها سيكون لي كلام آخر. وعليه فقط بإثبات صحة كلامه لأن العبرة بالخواتيم وليس باتهام الأشخاص في شرفهم''. نزار ختم كلامه بأن بن عيسى معروف عنه هذه الأعمال، ويكفي تصريحه في الفيديو أنه رتّب لقاء العلمة، ورئيس العلمة نفسه يؤكد فعلا وجود هذا الشخص يوم اللقاء بالعلمة. ''فهل جاء أيضا لشراء قطع الغيار لسيارته أيضا'' قالها نزار بتهكم. نزار قال أن لديه ولفريقه الشجاعة الكاملة لطرح هذا الملف الشائك الذي شغل بال الجميع، وصار حديث الساعة، ''والقادم سيكون أكبر لأننا قررنا عدم السكوت حتى إذا فضّل باقي الرؤساء التزام الصمت حيال ما يحدث من بيع وشراء في بطولتنا، لأننا رياضيين لا نبيع ولا نشتري''. الرابطة المحترفة تفتح تحقيقا وتحيل القضية على لجنة الانضباط أعلنت الرابطة المحترفة أمس، عن فتح تحقيق في اتهامات رئيس شباب باتنة لمسؤولي شباب الساورة بمحاولة شراء ذمم لاعبيها قبل مباراة الفريقين التي جرت الثلاثاء الماضي، وأعلنت الربطة المحترفة عبر موقعها الإلكتروني أنها استلمت صبيحة الأربعاء مراسلة من إدارة شباب باتنة، تعلمها بالقضية، وعليه فقد باشرت الرابطة بالإجراءات اللازمة من خلال فتح تحقيق ومراسلة لجنة الانضباط حتى تقوم باستدعاء جميع الأطراف المعنية للاستماع لأقوالها. الجزائر: ك. شعيب