يصطدم التدخل العسكري في شمال مالي بصعوبات تتعلق بتمويل العمليات العسكرية، وعدم وضوح الالتزام الأمريكي بدعم المجهود الحربي في إقليم أزواد. دخلت عملية تحرير شمال مالي من الجماعات السلفية الجهادية دوامة التأجيل، في ظل صعوبة توفير الأموال اللازمة للمجهود الحربي. وربطت مصادر عليمة بالشأن الأمني في منطقة الساحل بين قرار وزارة الدفاع الفرنسية تسريع عمليات سحب قواتها من أفغانستان وبين حاجة الوزارة لتمويل المساعدات العسكرية التي تقرر منحها لدول إفريقية تعهدت بإرسال قوات مقاتلة إلى إقليم أزواد، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها فرنسا. وتحتاج العملية العسكرية، حسب بعض الخبراء، إلى ما لا يقل عن 800 مليون دولار عام ,2013 وهو ما لم تتمكن الدول المعنية بمسألة مكافحة الإرهاب في الساحل من توفيره إلى الآن، في ظل رفض الجزائر المشاركة في التدخل العسكري، ورفض تمويل العمليات العسكرية التي تخوضها دول غربية في شمال مالي. وأجلت الدول المعنية بالعمليات العسكرية في شمال مالي إطلاق العمليات الميدانية التحضيرية للعمليات العسكرية إلى ما بعد نهاية شهر نوفمبر، بعد مشاورات فرنسية أمريكية. وجاء تأجيل العمليات الميدانية التحضيرية بناء على صعوبة تقدير الالتزام الأمريكي بدعم المبادرة العسكرية ميدانيا بسبب اختلاف الأولويات العسكرية بين مرشحي الرئاسة الأمريكية. وقالت مصادر عليمة بالوضع الميداني العسكري في منطقة العمليات العسكرية الدولية الجديدة في شمال مالي إن الدول المعنية بنشر القوات العسكرية في إقليم أزواد قررت تأجيل ما يسمى تحضير ميدان العمليات عسكريا واستراتيجيا، إلى ما بعد ظهور النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الأمريكية، بسبب غياب معلومات دقيقة حول المشاركة الأمريكية القتالية والاستخبارية واللوجيستية في المجهود الحربي لدول مجموعة إكواس، ورفض أي من مرشحي الرئاسة الأمريكية رومني وأوباما الالتزام بوضوح بتقديم الدعم العسكري للقوات التي ستتصدى للجماعات السلفية الجهادية التي تسيطر على إقليم أزواد. وأشار مصدر عليم إلى أن قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا ''أفريكوم'' وفي أوروبا لم تقدم جوابا واضحا لتساؤلات دول الميدان ومجموعة إكواس ودول غربية معنية بالوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء، وأهمها فرنسا، حول مدى التزام الجيوش الأمريكية الموجودة في أوروبا والقوات الجوية والصاروخية التابعة للأسطول السادس الموجود في البحر المتوسط، بدعم العمليات العسكرية طبقا لالتزام أمريكي سابق. وقالت مصادرنا إن كل التعهدات الأمريكية كانت مجرد التزام بتقديم الدعم بالمعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها الجيوش الأمريكية من وسائل التجسس، مثل طائرات الاستطلاع بدون طيار والأقمار الصناعية للقوات التي تشارك في العمليات العسكرية. وقالت مصادرنا إن دولا غربية وعلى رأسها فرنسا طلبت دعما جويا وصاروخيا أمريكيا مباشرا، مثل ما حدث خلال عملية ''فجر أودسا'' في ليبيا عام ,2011 وقد أدى تردد الأمريكيين في الالتزام بدعم عسكري ولوجيستي مباشر ورفض الجزائر المشاركة المباشرة في العمليات، إلى تأجيل إطلاق التحضيرات الميدانية للعمليات العسكرية في إقليم أزواد إلى ما بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وظهور موقف الإدارة الأمريكية بدقة. وأفادت مصادر عليمة بأن العمليات العسكرية الدولية التي تقرر شنها قد تمول بدعم من الحكومة الليبية، في ظل العجز المالي للدول الإفريقية والغربية ورفض الجزائر تمويل القوات الغربية التي تعمل في شمال مالي.