اعلموا، رحمكم الله، أنّ أكل الحلال يُنوِّر القلب ويُرقِّقُه، ويجلب له الخشية من الله والخشوع لعظمته، وينشِّط الجوارح للعبادة والطاعة، ويزهِّد في الدنيا ويرغِّب في الآخرة، وهو سبب في قبول الأعمال الصّالحة واستجابة الدعاء، كما قال عليه الصّلاة والسّلام لسعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه: ''أطِبْ طُعمَتك تُستَجَب دعوتك''، ذكره المنذري في الترغيب والترهيب من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وأمّا أكل الحرام والشّبهات فصاحبه على الضدِّ من جميع هذه الخيرات: يقسِّي القلب ويظلّمه، ويقيّد الجوارح عن الطاعات، ويرغِّب في الدنيا، وهو سبب في عدم قبول الأعمال الصّالحة وردِّ الدعاء، كما في الحديث: أنّه عليه الصّلاة والسّلام ''ذكر الرجل أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السّماء يا ربِّ يا ربِّ، ومطعمه حرام..''. فاحرصوا على أكل الحلال، وعلى اجتناب الحرام كلَّ الحرص، وليس الورع خاصًّا بالأكل فقط، بل هو عام في جميع الأمور.