ينصح أطباء أخصائيون في الأمراض ''الصامتة'' بالقيام بالكشف المسبق عن مرض ارتفاع نسبة الدهون (الكوليسترول الضار) في الدم، تفاديا لحدوث مضاعفات تؤثر في صحة الإنسان وطرق العلاج. عن الخطر الذي بات يهدد الإنسان بسبب ''الكوليسترول الضار''، حذر البروفيسور بيار مارينكو، رئيس مصلحة أمراض الرئة ورئيس مركز العلاج من النوبات الدماغية بمستشفى بيشا الجامعي بباريس، من أن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم من أخطر أسباب الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، مؤكدا على ضرورة الكشف المبكر عنه وأخذ الأمر بجدية من قبل المرضى الذين لا يعرفون المخاطر المترتبة على ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، جاء ذلك على هامش الدورة التكوينية التي نظمتها مخابر فايزر الجزائر حول مخاطر الكوليسترول التي تحدق بصحة الجزائريين، حيث أكدت معطيات الخارطة الصحية بالجزائر تسجيل زيادة ملحوظة فيمن يعانون من مشاكل الكوليسترول بالجزائر. وأوضح بيار مارينكو أن الكوليسترول يؤدي إلى تراكم المواد الدهنية على جدران الأوعية الدموية من الداخل، ما يتسبب في تضييقها وبالتالي إبطاء حركة تدفق الدم إلى جهة من القلب والدماغ، ويؤدي ذلك إلى حدوث النوبة القلبية أو السكتة الدماغية. وأضاف محدثنا أنه ثبت أن 80 بالمائة من الأشخاص الذين تحدث عندهم النوبات القلبية والسكتات الدماغية، كانوا يعانون من ارتفاع الكوليسترول الضار، لكن يجهلون إصاباتهم، مؤكدا أن العلاج في هذه الحالات، خاصة للمهددين بالسكتات الدماغية، يتمثل في تعاطيهم للأدوية المضادة لتخثر الدم والتي تقي من تشكيل حصاة دموية تؤدي حتما للجلطة الدماغية، حاثا على أهمية إجراء تحاليل طبية دورية وعدم تجاهل قياس الكوليسترول. وعن التجارب الطبية التي يجريها مركز العلاج من النوبات الدماغية في مجال محاربة هذه الجلطات، أضاف بيار مارينكو أنه من شأنها أن تدلنا على فعالية الدواء الموجه لعلاج الكوليسترول من عدمها، مشيرا إلى أن الأشخاص من 10 إلى 60 بالمائة من مرضاهم يقبلون بالخضوع لهذه التجارب بفعل الثقة التي يولونها لطبيبهم المعالج، حيث يتم إمضاؤهم على وثيقة خاصة بذلك والتي توضح لهم بروتوكول العلاج الطبي وكذا إيجابياته وسلبياته. وتجدر الإشارة إلى أن الأمراض القلبية والسكتات الدماغية هي السبب الرئيسي للوفيات في العالم، حيث أكدت معطيات منظمة الصحة العالمية أن 3,17 مليون شخص يموتون سنويا بسبب أمراض القلب، مشيرة إلى توقع موت 6,23 مليون شخص عبر العالم بسبب أمراض الأوعية الدموية وخاصة النوبات القلبية والسكتات الدماغية.