لا تزال قضية وفاة الشاب جلال درغوم، البالغ من العمر 28 سنة، بمستشفى قسنطينة، تثير شكوك العائلة، خاصة خطيبته رانيا، بعد أن أكّد أطباء عاينوا جلال، قبل موته، أن سبب الوفاة لا يمكن أن يكون إصابته بداء الكلب. كشف تقرير طبي أعدّه طبيب خاص بقسنطينة، كان قد عاين جلال درغوم قبل وفاته بيومين، أن الشاب لم يكن يحمل أي أعراض لداء الكلب، مستبعدا كل ما جاء به أطباء المستشفى الجامعي، حين أرجعوا سبب الوفاة لالتهاب حاد في المخ، بسبب سرعة انتشار داء الكلب بجسمه، إثر تعرّض جلال، قبل حوالي 3 أشهر، إلى خبش من قبل قطة، حيث جاء في التقرير أن المريض لم تظهر عليه أي أعراض لداء الكلب، خاصة وأنه أجرى له عدّة فحوصات لم تشر لوجود أي خلل عضوي، أو إشارات توحي بإصابته بداء الكلب. كما قالت خطيبة الشاب إن جلال كان جد هادئ قبل وفاته، ولم تكن تظهر عليه أي أعراض لداء الكلب، مضيفة أن طبيبا بعيادة خاصة أكّد لها، بعد عرضه عليه، أنه يشك في إصابته بهذا الداء، وعليه تمّ تحويله مباشرة إلى مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي ابن باديس، إلا أنه أضاف: ''يمكن أن يكون تشخيصي الأول خاطئ، على اعتبار أن جلال يحتمل أنه كان يعاني من التهاب حاد في المخ نتيجة مرض نادر، وليس داء الكلب''. من جهة أخرى، أكّدت مصادر من مستشفى قسنطينة أن المريض وصل في حالة مرضية جدّ متقدّمة، بعد أن استفحل فيه داء الكلب، نتيجة خدش قطه له منذ حوالي 3 أشهر. ذات المصادر أضافت أن أعراض داء الكلب يمكنها أن تظهر في أي وقت، من يوم الخدش حتى بعد مرور 24 شهرا وليس 3 أشهر فقط. كما ذكرت مصادرنا أن جلال لم يتلق التطعيم الضروري فور وقوع الحادثة، ما جعل الداء يستفحل ويصل إلى المخ، ما تطلّب وضعه تحت تأثير المهدّئات لتفادي حالات الهيجان، مضيفة أنها الوسيلة الوحيدة، خاصة وأن وفاته كانت أمرا محتوما، في ظلّ غياب الأدوية الخاصة بمعالجة داء الكلب في الجزائر، نظرا لغلائها، ما اضطر الدولة للتوقّف عن استيرادها، وتعويضها باللقاحات المضادة لداء الكلب. وعليه، قالت مصادرنا إن كل الأعراض التي وصل بها جلال إلى المستشفى تشير إلى إصابته بداء الكلب، وفي مرحلة متقدّمة، وهي المرحلة التي لا يمكن علاجها في الجزائر.