يعدّ عمار تابت، خريج المدرسة السكيكدية في السبعينيات من القرن الماضي، واحدا من بين اللاعبين الذين شرّفوا الألوان الوطنية، حيث لعب إلى جانب المرحوم هدفي صخرة دفاع الفريق الوطني، وعدد من الوجوه الكروية الجزائرية في تلك الفترة. عمار أو صخرة الدفاع بدأ كباقي اللاعبين ممارسة كرة القدم في حيه ''الميزي '' بمدينة سكيكدة، ليكتشفه ''الضيف ترن''، الذي أخذه إلى مقر شبيبة سكيكدة، حيث وقّع على إجازة في صنف الأشبال مع المرحوم بودبزة علاوة، المعروف ''بقراندوس''، كمدافع أيمن، قبل أن يرقّى إلى صنف الأكابر رفقة دراوي ونعيم وبولعسل ولوشاحي وبومعيزة، وكان المدرب آنذاك المرحوم الشريف بوشاش، الذي أشرف على تشكيلة ممتازة، ''لولا العراقيل التي كانت تصادفها من قبل رابطة قسنطينة''، وقد بقي المدافع ينشط في فريق شبيبة سكيكدة إلى غاية 1974. قدّمت الكثير للشبيبة وما نلت منها إلا العزة واحترام الناس ''شبيبة سكيكدة صنعت لي حب الناس خاصة في السبعينيات، حيث كان اللاعب يخاف أن يثير غضب الجمهور عليه، وعليه كنا نحرص كل الحرص على تقديم الأفضل، احتراما للجمهور''، يقول المتحدّث، الذي يضيف أنه في تلك المرحلة كانت المنافسة جد صعبة ومستوى الفرق كان عاليا، على غرار اتحاد خنشلة، اتحاد سطيف، شباب جيجل، وترجي فالمة و''قد ساهمت في تسجيل الأهداف باستغلال الركنيات، بحكم قذفاتي القوية ولعبي بالرأس، ورغم العناصر اللامعة التي كانت تمثل الشبيبة آنذاك، غير أننا لم نتخط عقبة القسم الجهوي، وهذا لصعوبة البطولة التي تضم فرقا قوية، بالإضافة إلى الصعوبات التي كانت تخلقها لنا رابطة قسنطينة وانحياز التحكيم خاصة، بعد الفوضى التي حدثت مع فريق مستشفى قسنطينة فوق ميدانه بعد تعديلنا للنتيجة في إحدى المباريات. ورغم أننا لم نصنع إنجازا مع الشبيبة، إلا أنه كانت هناك روح حب ألوان الفريق، وعند المباريات نفكّر في المسؤولية الملقاة علينا، وكان كل لاعب يتجنّب العقوبة أو الإصابة حتى لا يضيع مكانته في التشكيلة''. التحاقي ب''الموك'' كان بفضل اللاعب الدولي زفزاف الذي كان يعمل بسكيكدة يقول اللاعب السابق إن التحاقه بمولودية قسنطينة كان سنة 74 باقتراح من طرف اللاعب الدولي المعروف زفزاف، والذي عُيّن عميدا شرطة بسكيكدة، ''فهو الذي اقترح علي الالتحاق ب''الموك'' التي كانت آنذاك في القسم الوطني الأول، وقبلت بالاقتراح الذي اعتبرته مغامرة أمام العناصر التي كانت تملكها المولودية، وكان من الصعب جدا أن يخطف لاعب من خارج الولاية مكان لاعب من المدينة، وهو المفهوم الذي كان يسود الفرق في السبعينيات، لكن في أغلب الأحيان يخرج القرار من يد المسيرين والمدرب، ويصبح بيد الأنصار''. عن أول لقاء يقول: ''وقد كان أول لقاء لي مع ''الموك'' ضد شباب بلوزداد في ملعب بن عبد الملك، وفزنا بهدف لصفر رغم العناصر التي كان يضمها الشباب من بينهم سالمي. وحتى ''الموك'' كانت لها عناصر ممتازة، من بينها فموح وزغمار وفندي وكرورو وخاين وحنشي وغيرهم''. شاركت مرتين مع ''الموك'' في نهائي كأس الجزائر وعن مشاركات الكؤوس المختلفة، قال المتحدث: ''شاركت مرتين متتاليتين في نهائي كأس الجزائر، حيث خسرنا أمام مولودية وهران سنة 1975، فيما خسرنا في موسم 75/76 أمام مولودية الجزائر. بالإضافة إلى هذا شاركت في منافسات كأس إفريقيا للأندية البطلة في كل من كينيا والكاميرون ومصر. وفي سنة 1977 كانت لي آخر مقابلة ضد رائد وهران، وعرفت هذه المباراة مشاكل انتهت بسقوط ''الموك'' إلى القسم الجهوي الذي هو حاليا القسم الوطني الثاني. وفي سنة 78 عدت إلى شبيبة سكيكدة وكان آنذاك يدربها المرحوم براهيمي، والتحق بنا المرحوم عيسى دراوي، قبل أن أتوقّف في عام 79 عن ممارسة كرة القدم، وهو الموسم الذي ضيعت فيه الشبيبة الصعود أمام نجم الخروب''. المدرسة السكيكدية أوصلتني إلى ''الموك'' الشبيبة قدّمت الكثير لأبنائها ومكّنتهم من اللعب في نوادٍ عريقة، منها بوفيفز ونعيم في نصر حسين، ودراوي في مولودية العاصمة، والمتحدّث في مولودية قسنطينة. وكرة القدم منحتنا الشهرة، وهذا دائما بفضل المدرسة السكيكدية التي أعطتنا هذه الفرصة''. ''الجيبيلي'' كان من تنظيم مولودية قسنطينة في غياب الشبيبة بخصوص ''الجيبيلي'' المنظّم سنة 2009 من قبل ''الموك''، قال اللاعب الدولي السابق إنها كانت مبادرة غير منتظرة بعد حوالي 40 سنة، و''حقيقة فرحت كثيرا لعدم نسياني من هذا الفريق. وقد حضر بالمناسبة ركائز الفريق الوطني للسبعينيات، بمن فيهم دحلب، وكذلك قدامى الشبيبة و''الموك''. ويتأسّف عن كون المبادرة لم تكن من مسؤولي مدينة سكيكدة، رغم أن الاحتفال باعتزاله كان بسكيكدة، مضيفا: ''في ظني فإن المشكل ينحصر في جمعية قدامى اللاعبين غير القائمة على قواعد متينة. علما أني طالبت في جمعية عامة بتجديدها وتوسيع مهامها، ليس في المقابلات الاعتزالية فقط، بل العمل على كتابة تاريخ الشبيبة والتكوين والوقوف إلى جانب الفريق الذي هو حاليا في حال يُرثى لها، وينشط في قسم لا يشرف سمعة المدرسة السكيكدية وهذه مسؤولية الجميع''. ليوجّه نداءً إلى مسؤولي شبيبة سكيكدة، قائلا: ''أناشدهم بالعمل على التكفّل بقدامى اللاعبين الذين آلت بهم الحال إلى مستويات جد عسيرة. فبعضهم متواجد حاليا في المستشفى، وأذكر منهم المدافع بشير زياد الذي لم يجد سندا، وعلى جمعية قدامى اللاعبين ألّا يعتمدوا على المباريات الاعتزالية فقط، بل أناشدها توسيع نشاطها والعمل على تكوين جيل المستقبل، كما كان معمولا به في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، حيث كانت المدرسة السكيكدية مصدرا لفرق النخبة التي تدعّمت بعدد من اللاعبين الممتازين، وكذلك الفريق الوطني العسكري والمدني''. شاركت في كل الاختبارات للانضمام للفريق الوطني في سنوات السبعينيات كان الذهاب إلى الفريق الوطني عن طريق مراحل، حيث كانت اختبارات تُجرى بالجهات الثلاث من الوطن، و''قد كنت ضمن العناصر الناجحة لدعم الفريق الوطني، حيث استدعيت عام 1972 إلى الفريق الوطني للآمال من قبل المدرب عبد الحميد زوبا، ولكني لم أشارك في المنافسات الرسمية لأسباب أجهلها. وفي سنة 1975 استُدعيت من قبل المدرب الوطني ماكري، وكانت المناسبة الاحتفال بتأميم المحروقات، حيث شاركت فرق من ألمانيا، ولكن لم تتح لي الفرصة رفقة مجموعة من اللاعبين الممتازين، لأنه كانت هناك عناصر في أعلى مستوى، أمثال هادفي، مداني الطاهر، كدو وغيرهم''. الفريق الوطني في وضعية أحسن من تونس وكوت ديفوار والطوغو وعن الفريق الوطني الحالي قال تابت إن له عناصر قادرة على خلق المفاجأة في منافسة كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا، فقد تحسّن، حسبه، بشكل ملفت للانتباه، ''خاصة وأن المدرب البوسني عرف كيف ينظّم التشكيلة، إضافة إلى هذا فإن الفرق المنافسة في مجموعتنا مستواها أصبح متوسطا. وأقول هذا من خلال النتائج المسجلة في التصفيات المؤهلة، حيث إن الفريق الوطني فاز في كل المباريات التي لعبها''، مضيفا أن الفريق الوطني قد يذهب بعيدا في كأس إفريقيا، ''دون أن ننسى خبرة المدرب البوسني حاليلوزيتش الذي تمكّن من بناء فريق يُحسب له ألف حساب، إضافة إلى هذا فاللاعب المحلي تطوّر بشكل كبير، وسليماني دليل على ذلك''.