تدخل غدا تشكيلة مولودية قسنطينة مسابقة كأس الجمهورية وكلها عزم على حمل لواء الجيل السابق الذي صنع للفريق اسما بأحرف من ذهب بعد أن وصل إلى النهائي لثلاث مرات، وهي الإنجازات التي أصبحت راسخة في أذهان أنصار القبة البيضاء إلى غاية الآن على أمل أن تعاد تلك الإنجازات في الألفية الجديدة ... الحكاية بدأت مع نهائي 1964 كانت بداية حكاية الموك مع كأس الجمهورية في ثاني نسخة عام 1964، حيث تمكن الفريق وفي ثاني مشاركة له فقط من الوصول إلى النهائي بعد مشوار مميز لم يكن ينتظره أحد قاد قسنطينة لأول ظهور في نهائي كأس الجمهورية، وأخرجت الموك في مسيرتها فرقا كبيرة من شرق البلاد لها وزنها في البطولة المحلية وسلطت نفسها زعيمة للشرق بعد أن كانت التصفيات جهوية في البداية. وأخرجت نادي البيار بنتيجة ثقيلة من ربع النهائي وبنتيجة 7-1 لتلعب في نصف النهائي مع ممثل الوسط مولودية الجزائر التي كانت وقتها إحدى أكبر الأندية. وتمكنت الموك من قصف شباك منافسه العاصمي بأربعة أهداف لواحد في ملعب بن عبد المالك في لقاء كبير قبل أن تنهزم في اللقاء النهائي بملعب 20 أوت بالعاصمة أمام غريمها آنذاك وفاق سطيف بنتيجة 2-1 في نهائي مشهور. وكان أول تتويج للوفاق في تاريخه وأول نهائي للموك لتكتب اسمها بأحرف من ذهب في ثاني نسخة لكأس الجمهورية المستقلة. الموك تعود لعرس النهائي من جديد عام 1975 عادت الموك من جديد لبلوغ النهائي الكبير عام 1975 كثمرة مواسم مميزة للقلعة البيضاء سنوات السبعينيات، وهي الفترة الذهبية للمولودية مع أرمادة دولية من خير ما أنجبت المدرسة والجزائر مع فندي، ڤموح، كروكرو، خاين، بركات، زغمار، بن عبدون، عدلاني، الحارسين المرحومين نعيجة وسوشة والحارس الكبير حنشي أنهت بهم الموك مرتين وصيف البطل بعد تضييع اللقب في الجولة الأخيرة في كل مرة. ووصلت الموك لنهائي 1975 أمام الحمراوة بكل جدارة بعد أن أقصت جمعية وهران في نصف النهائي ب 31 ولعبت النهائي بعد مشاركتها في بطولة المغرب العربي في الدارالبيضاء بالمغرب. وتوجت أحسن فريق في الدورة من ضمن فرق كبيرة كالوداد البيضاوي. وجاء النهائي بعد يومين فقط من البطولة المغاربية، وكان اللقاء يبدو شكليا للوهلة الأولى وتتويج الموك حسب المتتبعين لا نقاش فيه نظرا لقوتها والفرق في المستوى مقارنة بمولودية وهران، حيث أن الموك فاز عليهم في البطولة ذهابا 30 في قسنطينة وإيابا 20 في وهران. وقال حينها مدرب الحمراوة إنهم لا يملكون ولا فرصة أمام الموك في النهائي ليفاجىء الجميع بسيناريو اللقاء الذي عرف فتح باب التسجيل للحمراوة بعد ضغط الموك. وفي وقت كان الكل ينتظر عودة الموك في النتيجة ليتلقى الحارس العملاق حنشي هدفا آخر جعل حتى رئيس الجمهورية آنداك هواري بومدين يغضب وبلقطة عفوية ضرب الكأس فسقطت وتكسرت أحد أذرعها، وهي توجد لحد الآن بدون ذراع في خزانة كؤوس مولودية وهران. ومعروف على بومدين مناصرته للموك منذ أن كان طالبا بمدينة قسنطينة لتخسر الموك النهائي الثاني بنتيجة 2 0. 1976 النهائي الثاني على التوالي والثالث في تاريخ الموك عرفت سنة 1976 بلوغ الموك النهائي الثاني على التوالي والثالث في تاريخ الفريق، وكان ذلك أمام العملاق مولودية الجزائر في نهائي مثير بين أحسن ناديين في ذلك الوقت في الجزائر. وكان التنافس شديدا بينهما على الألقاب رغم أن الموك كانت تسيطر على البطولات، لكن لا تفوز بها لأسباب كروية محضة سنوات السبعينيات، كما كانت تسمى "الملك بدون تاج" لأنه بكل بساطة كانت الفريق الأكثر فرجة وتطبيقا للعب الجميل في الجزائر. كما كانت تملك قاعدة جماهيرية كبيرة في شرق البلاد. وجاء نهائي 1976 ليجمع أكبر فرق وأيضا أكبر جماهير في الجزائر وهم أنصار مولودية الجزائر، وكان ملعب 5 جويلية مسرحا له في يوم حار من 5 جويلية 1976 عرف فوز فريق العاصمة بهدفين لصفر، حيث لم تخرج الموك عن قاعدة "الملك بدون تاج" وتخسر ثالث نهائي لها. وتوجت مولودية الجزائر بالثلاثية آنداك بطولة، كأس وبطولة إفريقيا بفريق كان يعتبر فريقا وطنيا مع بطروني، بن شيخ والمرحوم دراوي. في التسعينيات محاولات للتتويج باءت بالفشل كانت عودة الموك للواجهة الوطنية بعد التتويج بالبطولة عام 1991، وحاولت التتويج بالكأس أيضا في عدة مناسبات أبرزها عام صعود الفريق للقسم الأول موسم 19951996 في لقاء كبير في ربع النهائي أمام شبيبة القبائل بملعب حملاوي، وخسرت ب 21 بصعوبة بعد سيطرة المولودية تحت أنظار أكثر من 50 ألف مشجع قسنطيني، كما عرف اللقاء تسجيل داود للهدف وتضييعه لركلة جزاء. وأيضا حاولت الموك عام 1998 بعد مشوار طيب انتهى في ربع النهائي أمام وداد تلمسان، وجانبت الموك نصف النهائي بعد خسارتها خارج الديار 10 وفوزها في حملاوي 21، أما باقي المشاركات فكانت تنتهي في ثمن النهائي ومحتشمة. الألفية الثالثة... جيل جديد وحلم جديد دخلت الألفية الثالثة على الموك بأحلام فريق كبير ومشروع التتويجات بعد مواسم طيبة في البطولة وحتى الكأس، حيت تمكن فريق موسم 20012002 مع جيل بن رابح، بن سحنون، خلاف، عمر بارو، عزيزان من بلوغ ربع النهائي بكل سهولة وبنتائج ساحقة أبرزها أمام بسكرة 40 في ثمن النهائي ثم أمام مولودية وهران في ملعب هذه الأخيرة. لتعرف الموك إضراب لاعبيها بعد مشاكل مع الرئيس دميغة ينتهي بتنقلها بالأواسط لتنهزم ب 30 من تسجيل بوكساسة وداود سفيان. وعرف يوم اللقاء وفاة سكريتير الموك غانم بعد سكتة قلبية تأثرا بالنتيجة وتضييع حلم كان أقرب للتحقيق، ليأتي موسم 20022003 موسم سقوط الموك والذي عرف تألق الفريق في الكأس والوصول لنصف النهائي بعد أن أزاح من طريقه جمعية وهران ب 32 من تسجيل ثنائية من أمير بورحلي وهدف كمال خرخاش. وتبلغ الموك المربع الذهبي أمام شباب بلوزداد في ملعب البرج وتخسر في الوقت الإضافي ب 10 من تسجيل لاعب الشباب روايغية قبل ثوانٍ من ركلات الترجيح، وتخسر الموك حلم هذا التتويج الذي طال انتظاره، لتسقط أحلام ليموكيست، وأصبح الفريق يقصى في كل مرة مع فرق مغمورة مثل البرواڤية، القل، حامة لولو، في انتظار ما ستحمله المواسم القادمة لفريق يعشق الكأس ولطالما حلم بالتتويج بها. -------------------- ڤرة: "لقاء الكأس تحضيري والفوز جيد من أجل تأكيد صحوتنا" ينتظركم لقاء هام أمام بوڤاعة في إطار كأس الجمهورية، كيف تراه؟ هو لقاء عادٍّ جدا، خاصا أنه الدور الأول في مسابقة كأس الجمهورية ويجب عدم تضخيم الأمور لأن ذلك لن يكون في صالحنا، إضافة إلى أنه من الضروري وضع اليد في اليد من أجل التأهل ومواصلة المشوار، سيما أن ما يهمنا أكثر هو اللقاء الذي سنلعبه من بعد في مدينة تموشنت أمام الشباب المحلي. كيف حضرتم لهذا اللقاء طيلة الأسبوع؟ كانت تحضيراتنا عادية، ركزنا في البداية على الجانب البدني، إضافة إلى التدريبات التي ألفناها مع المدربين ألفيش ونغيز، وأعتقد أن الفريق جاهز لدخول هذه المنافسة وهذا دون أي مشكل. يبدو عليكم التفاؤل الشديد؟ ليس تفاؤلا بقدر ما هي ثقة في النفس، فمن الطبيعي أن نلعب من أجل التأهل، لكن يجب أن لا نضع الكأس هدفا لأن تحقيق مثل هذا النوع من المنافسات يحتاج إلى أشياء أخرى. هي غير موجودة في الموك حاليا؟ بالتأكيد، قد نصل إلى النهائي، لكن هذا يبقى في خانة المفاجآت، لأن هناك الكثير من الفرق التي تعتبر أقوى منا على الورق. لعبتم لقاء تحضيريا أمام فريقك السابق أهلي البرج، هل تعتقد أنه كان مفيدا للتشكيلة أم أنه أخلط أوراق المدرب فقط قبل لقاء الكأس؟ اللقاءات التحضيرية من العادة أنها تكون من أجل معاينة اللاعبين، وأعتقد أن المدرب جرب الكثير منهم ويملك فكرة عن التشكيلة الأساسية التي ستلعب اللقاء، بالإضافة إلى أننا كلاعبين نستفيد لأننا سنربح لقاء في الأرجل وهو اللقاء الذي يسمح لنا بدخول المنافسة براحة أكبر. دفاع الموك لازال يعاني من الأهداف الكثيرة التي يتلقاها، أين هو السبب يا ترى؟ لا أدري، لكن كل الفرق تتلقى الأهداف ويجب عدم تسليط الضوء على الموك فقط، إلا أن الأمر الأكيد هو أننا كمدافعين نعمل كل ما في وسعنا من أجل التخلص من هذه العقدة. وأرى أن استقبال الأهداف في كل لقاء يكون بسبب سوء التركيز، ففي لقاء الداربي مثلا كنا مركزين كثيرا في جميع اللقطات تقريبا، وهو ما ساعدنا في النهاية في الحفاظ على شباكنا شاغرة. بعد لقاء الكأس تتنقلون إلى مدينة تموشنت، هل تعتقد أن الفريق قادر على الفوز هناك؟ الآن لدينا لقاء في كأس الجمهورية من الواجب التركيز عليه أولا قبل الحديث عن اللقاء الموالي، إلا أن لقاء تموشنت هام جدا ومصيري، خاصة أننا حاليا في المركز الرابع ولا بد من أن نستغل الفرصة ونعود إلى مركزنا الحقيقي. لكن يجب أن لا نضيق الأمور على أنفسنا، بل يجب تسيير الأمور بالطريقة المثلى التي تمكننا من تحقيق الهدف المسطر في نهاية الموسم. الموك وصلت ثلاث مرات إلى نهائي كأس الجمهورية، ألا يعتبر هذا تحفيزا لكم من أجل تقديم هدية لأنصاركم؟ بالفعل هو تحفيز والجميع في النادي يلعب بخلفيات اللقاءات السابقة التي وصل فيها الفريق إلى النهائي، إلا أن الأمر الأكيد هو أنه من الضروري عدم الانسياق وراء أفكار خاطئة، لأن فريق 75 كان مليئا بالنجوم، سنحاول إهداء أنصارنا الفوز والتأهل وبعدها سنرى.