لا يزال الجناح الطائر لمولودية قسنطينة في السبعينيات، صاحب القامة القصيرة، رابح فموح، يبحث عن أسباب إقصائه من المشاركة في كأس العالم بإسبانيا سنة 1982، بالرغم من مشاركته في التصفيات المؤهّلة لتلك المنافسة. تبقى تساؤلات الدولي السابق رابح فموح حول إقصائه من المشاركة في مونديال 2891 دون إجابة، وبعد مرور 03 سنة. وهو التساؤل الذي لم يسبق لابن بلدية بني والبان بسكيكدة، أن كشف عنه لوسائل الإعلام سوى لصحيفة ''الخبر''، وذلك على هامش حفل التكريم الذي خُصّ به قموح من قِبل السلطات المحلية وإدارة وداد سكيكدة في الآونة الأخيرة. التكريم يكشف بأنه ابن سكيكدة بعدما كان يُحسب على عنابةوقسنطينة رابح فموح، المنحدر من بلدية بني والبان بغربي سكيكدة، دخل عالم كرة القدم وعمره لا يتجاوز العشر سنوات، في فريق ''راد ستار'' عنابة سنة 1691، تحت إشراف المرحوم المدرب عبد السلام بلخير في القسم الشرفي. وفي ذلك الوقت كانت أعين العديد من النوادي تتابع رابح، منها شباب بلوزداد ونصر حسين داي وشباب ومولودية قسنطينة، فاحتار فموح في اختياره، وكان في تلك السنوات في الفريق الوطني الجامعي، كما لعب في تونس. ورغم كل العروض استقر اختياره على فريق مولودية قسنطينة، ''والسبب في ذلك راجع إلى المرحوم عزوز، ممرّض مولودية قسنطينة، الذي اشترى لي شاشية ودربوكة التحقتُ بهما ب''الموك''، وبقيت هناك لمدة 8 سنوات. وتألّقي في كرة القدم يعود الفضل فيه إلى المرحوم الربيع زكري، الذي ساعدني على ذلك''. ''حرمتُ من مونديال إسبانيا، ولو كان الأمر بيد معوش وروغوف لشاركت'' يقول المتحدّث: ''الفريق الوطني دخلته وأنا في صنف الأشبال، وتدرّجت معه إلى غاية صنف الأكابر. وقد لعبت إلى جانب كل من لالماس وعبروق يوم كانت كرة القدم الجزائرية في مستواها الحقيقي. وقد استُدعيت للفريق الوطني 43 مرة من قِبل المدربين مخلوفي وزوبا وسعدان وماكري وماعوش وروغوف وغيرهم. وكان آخر لقاء لي مع الفريق الوطني في عام 1891 بقسنطينة ضد منتخب نيجيريا، في إطار لقاء العودة لتصفيات كأس العالم 2891 بإسبانيا، غير إنني حُرمت من المشاركة في النهائيات بقرار من أشخاص، ربما يكون الثنائي خالف ومخلوفي من بينهم، وهذا يبقى احتمالا فقط، لأنه في السابق كانت القرارات تأتي من الفوق. ولو بقي الثنائي معوش وروغوف في الفريق الوطني آنذاك، لكنت، دون شك، ضمن التشكيلة التي تنقّلت إلى إسبانيا''. الفاف لم تستدعني حتى كمناصر لزملائي في إسبانيا ''بالرغم من مشاركتي في التصفيات، وتسجيلي أهدافا فيها، على غرار ما قمت به ضد السودان، وقدّمت ما كنت قادرا على تقديمه لكرة بلادي، إلا أن الفيدرالية لم تقدّم لي حتى دعوة من أجل حضور كأس العالم بإسبانيا كمناصر ومساند لزملائي. وهذا الأمر أثّر فيّ كثيرا، على غرار ما تعرّض له بعض اللاعبين الآخرين. ولكن أقول للذين كانوا وراء حرماني من المشاركة في كأس العالم أو حضور المنافسة، عليكم مراجعة ضمائركم، فما قمت به هو واجب نحو بلادي الجزائر التي حملت ألوانها منذ أن كنت شبلا''. التشكيلة الوطنية الحالية بإمكانها لعب الأدوار الأولى في كأس إفريقيا وفي حديثه عن الفريق الوطني الحالي، قال إنه يضم عناصر لها مستوى عال، ''وقد سبق لي وأن تابعت بعض المباريات، ولاحظت أن هناك لاعبين قادرين على تشريف الكرة الجزائرية في ''كان'' جنوب إفريقيا. وبالمستوى الذي تتمتّع به أغلب عناصر المدرّب البوسني، يمكن أن نتغلّب على كوت ديفوار والطوغو وتونس، لأننا أحسن مستوى من هذه الفرق، بالرغم من أن الكرة عند المنتخبات الإفريقية قد تطوّرت بشكل ملفت، لكن التشكيلة الوطنية تطوّرت كثيرا، وهذا راجع إلى العمل الجماعي للطاقم الفني، وكذلك اهتمام اللاعبين بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم''. بداية التجربة الاحترافية في فرنسا كانت بفريق نيم وعن تجربته الاحترافية أشار ''التحاقي بفريق نيم كان من باب الصدفة، حيث كنت في عطلة بمدينة كاران، أين كان شقيق المرحوم ربيع زكري يعمل رفقة رئيس نادي نيم في مركز للخضر، وهو الذي اقترح على هذا الأخير فكرة ضمّي للنادي الفرنسي المذكور، حيث تمّ استدعائي للالتحاق بالفريق حاملا كيسا فيه بعض الألبسة الرياضية، فتدرّبت رفقة الفريق وأشركوني في لقاء افتتاحي للمحترفين، وأُعجبوا بالمستوى الذي قدّمته في تلك المباراة، لتستمر تجربتي مع نيم لمدة خمس سنوات (77/28)، ثم انتقلت إلى غرونوبل، ومنه إلى غانغون ولاروش سيبريون ولوغاك، وكان آخر موسم لي في عام 68، حيث اعتزلت بعدها الكرة بسبب تقدّمي في السن، وحاليا أعيش بين فرنساوالجزائر''. مستوى الكرة الجزائرية تحسّن بسبب المدرّبين الأجانب ''مستوى الكرة الجزائرية بدأ يتحسّن عكس السنوات الماضية، وهذا ممكن راجع إلى فكرة استقطاب المدرّبين الأجانب الذين جلبوا معهم بعض الخطط والتقنيات الحديثة'' قال اللاعب الدولي السابق، الذي أضاف: ''وحتى في الجزائر هناك مدرّبون في المستوى، لكن نتائجهم غير ظاهرة بقوة في الميدان، وهذا يمكن أن تكون له علاقة بالطواقم المسيّرة، التي قد تتحكّم نوعا ما في عمل المدربين المحليين، عكس الأجانب الذين لهم حرية العمل وضبط التشكيلة. وقد ساهم هذا الأمر في رفع مستوى بعض الفرق بشكل كبير، وأذكر منها شباب قسنطينة واتحاد الحراش واتحاد الجزائر، ومولودية العاصمة وجمعية الشلف، حيث أصبحت هذه الفرق تلعب كرة نظيفة''. ورغم كل هذا، حسبه، فإن الكرة الجزائرية لا تزال في حاجة إلى عمل كبير، حتى تعود إلى المستوى الذي كانت عليه في عهد فريق جبهة التحرير وفي السبعينيات والثمانينيات، ''حيث كانت الجزائر تزخر بالمواهب، والفريق الوطني نادرا ما يستنجد بالمحترفين، وحاليا أصبح العكس، بسبب إهمال التكوين في النوادي التي بدورها تعاني من نقص الإمكانيات والعتاد الرياضي''. أحسن هدف سجّلته في مشواري كان في مرمى حارس ''السنافر'' بوهروم فموح أشار بأن أحسن هدف سجّله في مشواره الرياضي هو ذلك المسجّل في شباك حارس شباب قسنطينة بوهروم، كما إنه لا يزال يحتفظ بذكرى الخسارة في نهائي كأس الجزائر أمام مولودية الجزائر. لي مشاريع لإنشاء مدرسة لكرة القدم لتكوين الشباب ''حاليا أفكّر في إنشاء مدرسة لكرة القدم في الجزائر، وهذا من أجل تكوين اللاعبين لدعم النخبة الوطنية بالعناصر اللامعة، وحاليا أنتظر النادي الذي بإمكانه إنشاء هذه المدرسة، سواء شباب قسنطينة أو اتحاد العاصمة أو مولودية الجزائر أو أي ناد، فأنا جاهز لمباشرة هذا المشروع، وهذا من أجل العودة إلى ما كان معمولا به في الماضي، حيث كانت النوادي الجزائرية تزخر بالمدارس الكروية، بدليل اللاعبين الذين تخرّجوا منها سنوات السبعينيات والثمانينيات، حيث كان الفريق الوطني يعتمد على اللاعبين المحليين''.