مشاركتي في مهرجان القاهرة أكبر من جائزة كشف المخرج السينمائي، سعيد مهداوي، في حوار مع ''الخبر''، عن انتهائه من كتابة سيناريو حول مسار المناضل الراحل بيير شولي، قائلا إن الأخير كان يحزّ في نفسه كثيرا إلى درجة البكاء، حين يقال عنه بأنه صديق الثورة الجزائرية. وتمنى مهداوي أن يكون قد شرّف الجزائر في مهرجان القاهرة الدولي، بفيلمه ''سينمائيو الحرية''. تمثل الجزائر في خمسينية استقلالها بمهرجان القاهرة، كيف تلقيت الدعوة؟ إنها لمفاجأة جد سارة أن تتلقى دعوة بالصدفة، فأنا لم أكن أنتظر دعوة محافظة المهرجان لي مطلقا. إنه لشرف كبير بالنسبة لي أن أمثل الجزائر خارج أسوارها، خاصة وهي تحتفل بخمسينية استقلالها. أعتقد أن مشاركتي في مهرجان دولي بحجم مهرجان القاهرة السينمائي أكبر من جائزة، كما أنها اعتراف بي وبأعمالي، مع العلم أن مشاركتي لم تقتصر على عرض الفيلم فحسب، بل تعدتها إلى المشاركة في ندوة ''السينما الجزائرية والثورة.. تأثير وتأثر''، رفقة الإعلامي جمال الدين حازورلي. أتمنى أن نكون قد شرفنا الجزائر ومثلنا السينما الجزائرية أحسن تمثيل. يقتصر فيلمك ''سينمائيو الحرية'' على العرض دون المنافسة، ألم يزعجك ذلك؟ مطلقا، فاكتفاء محافظة المهرجان على عرض الفيلم شرفيا فقط، ضمن احتفالية ''50 عاما على استقلال الجزائر''، بمثابة تكريم للجزائر بشكل عام، وللسينما الجزائرية بوجه خاص. أعيد وأكرّر أن اقتصار الفيلم على العرض دون المنافسة لا يزعجني البتة، خاصة في ظل غياب ثقافة الترويج للإنتاج السينمائي في بلادنا. نفهم أن الفيلم لم يأخذ حقه من الترويج؟ عقب تقديم عرضه الأول، في جانفي 2010، بقاعة ''ابن زيدون'' في ديوان رياض الفتح في الجزائر العاصمة، مشى الفيلم في بعض الحقائب الثقافية للجزائر، لكن ليس بتلك الكثافة التي نجدها عند أشقائنا وجيراننا، وهو ما نأسف له كثيرا، نذكر منها، على سبيل المثال، أسبوع السينما الجزائرية في موسكو (2011) ونظيره في تونس (2012)، ناهيك عن حضوره في بعض التظاهرات المقامة بالكويت، الأردن.. وغيرهما. ماذا عن الهدف الذي أردت بلوغه عبر هذا العمل؟ لقد حاولت إبراز كل السينمائيين الذين شاركوا في الثورة التحريرية بأفلامهم، سواء كانوا جزائريين أو أجانب، بمعنى تسليط الضوء على الأعمال التي أسست للسينما الجزائرية ووضعت أولى لبناتها، ومنه التوثيق لها. فالفيلم يتناول، في ظرف 68 دقيقة، دور السينما في تحرير الجزائر، من خلال التنويه بأهم مخرجي تلك الفترة، يتصدرهم لخضر حامينة، الحائز على السعفة الذهبية لمهرجان ''كان''، عن فيلم ''وقائع سنين الجمر''، إضافة إلى أحمد راشدي وجمال شاندرلي اللذين ساهما في تكوين أول خلية سينمائية لخدمة الثورة التحريرية. كما يستحضر الفيلم أول عمل وثائقي مصوّر، حول حرب التحرير، لمخرج فرنسي التحق بصفوف جبهة التحرير الوطني، وهو رونيه فوتييه، بفيلمه ''الجزائر تحترق''. استحدث مهرجان القاهرة مسابقة خاصة بأفلام حقوق الإنسان، ما رأيك؟ إنه أمر جيد، فاستحداث المهرجان، في طبعته الخامسة والثلاثين، المسابقة الدولية لأفلام حقوق الإنسان التي ترأس لجنة تحكيمها الحقوقية المصرية غادة شاهبندر، بعد اقتصاره على المسابقة الدولية للأفلام الطويلة والمسابقة الدولية للأفلام العربية، من شأنه الانفتاح على مزيد من حرية السينما، وهو ما يدعو إلى الارتياح. بعيدا عن المهرجان، هل لك أن تكشف لنا عن جديدك؟ فرغت، مؤخرا، من كتابة سيناريو، حول مسار المناضل الراحل بيير شولي، الذي أجريت معه عدة مقابلات، ببيته الواقع في الجزائر العاصمة، أبدى خلالها سعادته بالتعامل معي وبإنجاز عمل حوله. وبدوري، اكتشفت مدى طيبته وتواضعه، وكذا حبه للجزائر التي كان يعتبرها موطنه الأصلي، الأمر الذي كان يحزّ في نفسه كثيرا إلى درجة البكاء، حين يقال عنه بأنه صديق الثورة الجزائرية. المهم، أنه في شهر فيفري المنصرم، أودعت السيناريو لدى مصالح وزارة المجاهدين، لغرض إنتاجه ضمن احتفالية الخمسينية. لكنني، للأسف، لم أتلقَ أي رد لحد الساعة، لا بالرفض ولا القبول، وهو ما سيضطرني، على ما يبدو، للبحث عن مصادر أخرى لتمويله، فالعمل قيّم ويستحق رؤية النور.