طمأن رئيس الوزراء الفرنسي، جان مارك أيرولت، النظام المغربي بأن زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للجزائر بعد أسبوع من الآن ''لن تؤثر في علاقات الشراكة المتميزة بين المغرب وفرنسا''، قائلا ''الشراكة بين فرنسا والمغرب متفردة ولا داعي لأن تخشى من حوار أكثر اتساعا بين باريس والجزائر''، ولم يقدم الوزير الأول أي جديد بخصوص موقف بلاده من نزاع الصحراء الغربية بإعلانه ''دعم مقترح الحكم الذاتي الذي تعتبر الأممالمتحدة أنه نتاج جهود ذات مصداقية''. إن كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد تفادى أي لهجة محرجة في حواره الذي نشر مبتورا، أول أمس، في وكالة الأنباء الفرنسية، بعدم الإشارة نهائيا لملف الذاكرة ومطالب الاعتذار عن جرائم الحقبة الاستعمارية، فإن رئيس الوزراء الفرنسي لم يتورع في طمأنة المغاربة في أن زيارته للجزائر لن تكون ذات تأثير على الشراكة بين باريس والرباط. وقال أيرولت في حوار نشر بجريدة ''لوماتان'' المغربية أمس، تزامنا مع وصول المسؤول الفرنسي إلى الرباط رفقة وفد فرنسي هام، أن ''فرنسا تتقاسم مع الجزائر روابط تاريخية، إنسانية وثقافية واقتصادية جد مهمة، الزيارة القادمة للرئيس إلى هذا البلد ستمكن من فتح مستوى جديد في العلاقة الفرنسية الجزائرية على أساس تلك الروابط''، وأضاف ''الشراكة بين فرنسا والمغرب متفردة ولا داعي لأن تخشى من حوار أكثر اتساع بين باريس والجزائر''، ويقول الوزير الأول الفرنسي ''بل بالعكس، دول المغرب العربي باشرت عملا ضمن ديناميكية تقارب جهوي، وقدرة شريك مثل فرنسا في الحفاظ على علاقة ثقة مع كل واحد منهم هو المساهمة في تحقيق هذا الهدف المشترك''. وتحدث أيرولت عن الموقف الفرنسي من نزاع الصحراء الغربية، وقال إنه ''موقف واضح جدا، إذ يدعم جهود الأممالمتحدة من أجل إيجاد حل سياسي عادل مستديم ومتوافق بشأنه، وفقا للأهداف والمبادئ المعلن عنها في ميثاق الأممالمتحدة وفي قرارات مجلس الأمن''، مذكرا بدعم ومساندة بلاده للمقترح المغربي ''الجدي، الذي تعتبر الأممالمتحدة أنه نتاج جهود ذات مصداقية''. كما اعتبر أن ''حل النزاع، الذي عمّر طويلا، بات مستعجلا، لاسيما في ظل التوترات الحالية في منطقة الساحل''. وقد توجه جان مارك أيرولت أمس، إلى المغرب في زيارة تهدف إلى ''إعطاء دفع جديد'' للعلاقات بين باريس والرباط، قبل أسبوع من زيارة الرئيس فرنسوا هولاند إلى الجزائر، ويبدو أن الفرنسيين تعمّدوا هذا التاريخ إثر بروز لهجة ''لوم'' من المغاربة على تسبيق هولاند زيارة الجزائر على المغرب في سابقة في تاريخ الرؤساء الفرنسيين.