المفتشون مطالبون بضبط النفس ومهارات في تخطيط الدروس مهام ثقيلة في مجال أنشطة التحضير لشهادة البكالوريا أفرجت المفتشية العامة للبيداغوجيا بوزارة التربية عن دليل ''تفتيش تربوي''، جديد احتوت فصوله على ضوابط جديدة وتوسيع صلاحيات المفتشين لتحقيق توحيد تقنيات وأساليب مهمة التفتيش، لكي يتصف عمل المفتش بالموضوعية العلمية تجنّبا للتناقض والخلاف والتأويل، طبقا لمرسوم تنفيذي رقم 318-09 المؤرخ في 6 أكتوبر 2009 المحدد للمهام الأساسية للبيداغوجيا في إطار التنظيم الجديد للإدارة المركزية بوزارة التربية الوطنية. أجبرت المفتشية العامة البيداغوجيا مفتشيها عبر الدليل الجديد، تتوفر ''الخبر'' على نسخة منه، على صياغة وثيقة تعرض بدقة مختلف الأبعاد المهنية والوظيفية لهيئة التفتيش، اعتبارا لموقعها الاستراتيجي في منظومة التربية والتكوين من جهة، واستحضارا لكونها حلقة مركزية في تطوير الوظائف الأساسية للمدرسة الجزائرية وتفعيل مقتضيات إصلاح المنظومة من جهة أخرى. كما ضبطت ذات المديرية، ضرورة خضوع مفتش التربية لفترة تكوين تدوم سنة كاملة، يسمح بخلق ديناميكية تأطيرية جديدة، تتحمل فيها هيئة التفتيش دور القيادة التربوية والتنسيق الفاعل بين مختلف المكوّنات والمجالات، أفقيا وعموديا، سعيا إلى الرفع من تحسين طرق التعليم وأساليبه وتقويمها، وكذا تطوير جودة التعليمات ونجاعة المردودية الداخلية للمؤسسات التربوية، مما يستوجب تركيز عمل الهيئة على ما له صلة بالتقويم والتتبع الوظيفي المنتظم لأداء المدارس. وذكر الدليل التربوي لمفتشي البيداغوجيا، عملهم على متابعة تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية والتعليمات الرسمية داخل مؤسسات التربية والتعليم بما يكفل ضمان حياة مدرسية يسودها الجد والعمل والنجاح، فضلا عن فرض طبيعة الإشراف التي تقتضي أن يكون المفتش ''تشاركيا'' لا ''إملائيا''، بسبب أن غياب الدروس التطبيقية والندوات الغائبة من شأنها أن تعيد المسار الصحيح إلى وجهة النظام التعليمي، نظرا لكون الإشراف التربوي عملية في صميم المسار التعليمي، هدفها دفع المدرّسين إلى الأمام، وفي حال ''خلل'' يخلق جوا دخيلا على الميدان التربوي، تميزه الاضطرابات والمزايدات المجانية والترقب والحيل المتبادلة من الجانبين، التلميذ والأستاذ. في المقابل، ألزمت وزارة التربية مفتشي البيداغوجيا بجملة من الخصائص، أبرزها المواظبة والانضباط واحترام المواعيد والوفاء بالالتزامات، ولياقة المظهر من حيث شكل وجمالية المادي والمعنوي، والقدرة على التبليغ، وإجبارية التحكم في اللغة التي يتعامل بها مع محيطه الخاص والعام، علاوة على الاتزان وضبط النفس، والتحكم الفعلي في مهارات تخطيط الدروس والقدرة على عرض الدروس النموذجية وتحليل معوقات الدروس. وفي جانب امتحان البكالوريا، حدّدت لمفتشي البيداغوجيا شروط للعمل ضمن لجان الإعداد وقراءة مواضيع البكالوريا، والمشاركة في أعمال طباعة وسحبها، وكذا اقتراح أساتذة للعمل مع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات في مجال التصحيح. وأكثر من ذلك، يقوم المفتش بدوره كملاحظ في مركز إجراء اختبارات شهادة البكالوريا، وأيضا يكون نائب رئيس مركز التصحيح مكلفا بالتقويم، ورئيس المركز وأيضا رئيسا لمركز التجميع والإغفال للشهادة، وأخيرا المشاركة في أعمال مركز إعلان النتائج.