شدّد الرئيس الشرفي لمهرجان الجزائر الدولي للسينما الخاص بأيام الفيلم الملتزم، أحمد بجاوي، على ضرورة التمييز ما بين الفيلم الملتزم والفيلم النضالي. قائلا إن النضال ما هو إلا جانب من جوانب الالتزام. وكشف، في حوار مع ''الخبر''، عن عدة نقاط تشكل في مجملها التصور العام لطبعة .2013 بداية، ما الهدف من عودتكم إلى سينما المقاومة، في ظل ما يشهده العالم العربي من حراك تحرري؟ استقدمنا، في الطبعة الأولى من المهرجان، المخرج العالمي، أوليفر ستون، واحد من أمريكا وله أفكار تقدمية، لنظهر أن الالتزام ليس حكرا على أحد، مادام أنه يمثل الدفاع عن كرامة الإنسان. ومن خلال أوليفر ستون، حاولنا أيضا إبراز أحد رموز المجتمع الأمريكي، هذا المجتمع الذي أنجب أكثر المهتمين بالقضايا الوطنية والإنسانية. فأنا شخصيا كسينمائي، أعتبر البعد الإنساني الذي تتشبع به السينما الأمريكية من أهم العوامل التي جعلتني أعجب بها. وهنا، أشير إلى أن هناك فرقا ما بين الفيلم الملتزم والفيلم النضالي. ففي أيام الفيلم الملتزم، نحن لا نتحدث عن الفيلم النضالي، كون وظيفة السينما هي كشف واقع من يقاومون من أجل كرامتهم. ومنه، فإن الالتزام والنضال ليسا نفس الشيء، بحيث أن النضال ما هو إلا جانب من جوانب الالتزام، كما أنه لا هوية للالتزام، فالقضية هنا قضية مبدأ لا أكثر ولا أقل. هل أنتم راضون عما حققه المهرجان لحد اليوم؟ أعتقد أننا كنا محظوظين في اختيار الأفلام والمشاركين، فقد جلبنا أفلاما وشخصيات في المستوى، سواء على الصعيدين الفكري أو الحضاري، منها أوليفر ستون، السنة الماضية، وكوستا غافراس وموسى توري، هذه السنة، ناهيك عن المخرجين الشباب الذين أنجزوا أفلاما حول الثورة التحريرية، الجزائريون منهم والأجانب. أضف إلى ذلك، فإن مجانية العرض بحد ذاتها مكسب للمهرجان، ففي بقية الدول تدفع كي تشاهد، وهو ما يجرّني للاعتراف بأن حتى أصحاب هذه الأفلام التزموا معنا بمشاركتهم التطوعية. وماذا عن التصور العام لطبعة 2013؟ في خضم فعاليات الطبعة الثانية من المهرجان، وردتنا عدة اقتراحات من طرف المشاركين، أبرزها إلغاء الجوائز رغم رمزيتها، وهو ما نحن بصدد التباحث حوله، علاوة على تفكيرنا في جمع العروض في مكان واحد، كديوان رياض الفتح أو قاعتي ''السينماتيك'' و''الموفار''، بعد أن توزعت، هذه السنة، ما بين ديوان رياض الفتح وسينماتيك الجزائر، فضلا عن توسيع دائرة العرض، وذلك بنقل الأفلام المشاركة، في كل مرة، إلى بعض الولايات، عقب ثلاثة أيام على ختام المهرجان، وكذا الانفتاح على إنتاج الشباب وتشجيعه، وإطلاق موقع إلكتروني للمهرجان، في محاولة منا لاستعادة الجمهور وغرس ثقافة السينما لديه. ومنه، الضغط على السلطات لفتح القاعات، وهو هدفنا الأسمى من تنظيم التظاهرة ككل.