أكد رئيس مصلحة طب الأطفال''أ'' بمستشفى اسعد حساني ببني مسوس في العاصمة، البروفيسور محمد المختار خياري ل''الخبر''، أن الأولياء يجهلون كيفية التعامل مع حالات الإصابة بالتهاب السحايا، مستبعدا ارتباط هذا الوباء بالتقلبات الجوية، وإنما له علاقة بالتعفنات وانعدام الوقاية. يعرف مرض التهاب السحايا انتشارا كبيرا في الآونة الأخيرة. هل يمكن القول إننا وصلنا إلى درجة الوباء؟ نحن لسنا أمام حالة وباء، والفضل يعود إلى إدخال لقاح ضد فيروس ''الهيموفيليس'' سنة 2008، الذي يحد انتشاره كحالة وبائية. أما الحالات المسجلة فهي قليلة، وتتعلق بانتشار جرثومة غير وبائية تمسى ''البنوموكوكوس''، التي تأتي من التعفنات خاصة تعفن الأذن، ووزارة الصحة تبحث إمكانية إدخال لقاح ضد هذه الجرثومة، ومستشفى اسعد حساني ببني مسوس، لا يسجل سوى حالة إلى حالتين خلال 15 يوما. هل للتقلبات الجوية علاقة بانتشار مرض التهاب السحايا؟ التهاب السحايا ليست له علاقة بالتقلبات الجوية، وإنما بمشكل التعفنات وعدم الوقاية الصحية، بدليل أن حالات التهاب السحايا أقل حدوثا في البلدان المتقدمة التي تعرف تقلبات مناخية على مدار السنة. ما هي أسباب حدوث هذا النوع من الالتهاب؟ التهاب السحايا مرض يصيب الأغشية التي تحيط بالمخ والنخاع الشوكي، ويمكن أن يصيب الأشخاص من جميع الأعمار، لكنه أكثر خطورة على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، لأنهم أكثر ضعفا. ويكون هذا المرض نتيجة التهاب فيروسي أو ناتجا عن مرض السل أو عن تعفن السحايا الجرثومي الذي يعدّ الأكثر انتشارا ويشكل خطورة، خاصة في حال وجود جرثومة تدعى ''المنانفكوكسيس''، ما قد يتسبّب في حدوث وباء. ويحدث هذا النوع من الالتهاب، بسبب أمراض التهاب الحلق أو التهاب الأذن أو في حال وجود تعفن جلدي. أما بالنسبة لالتهاب السحايا الفيروسي، فلا يشكّل في الغالب خطورة على المريض، إلا في حال ما إذا انتقل إلى المخ، وهذا نادر جدا، وهو نفس الشيء بالنسبة لالتهاب السحايا الناتج عن مرض السل، لأن الحكومة قامت بحملة تلقيح ال''بي سي جي''، وأخرى ضد ''الهيموفيليس''، وهو من بين الجرثومات التي تسبّب التهاب السحايا. متى يكون هذا المرض معديا؟ يكون معديا في حال ما إذا كان سببه الجرثومة التي ذكرتها سابقا، إذ تنتقل العدوى بين الأطفال عن طريق اللعاب والإفرازات الأخرى للجهاز التنفسي، مثل السعال والتقبيل. وماذا عن الأعراض؟ تحمل جميع أنواع التهاب السحايا نفس الأعراض، وتتمثل في الحمى التي تصل إلى 40 درجة، وقد يكون الطفل معكّر المزاج، ويبكي كثيرا، مع الانقطاع عن الرضاعة أو الأكل، الصرع، وقد يدخل الطفل في غيبوبة فجأة. وفي هذه الحالة، يجب أخذ الطفل مباشرة إلى المستشفى، وعلى الطبيب المعالج أن يقوم بحقن سحايا أسفل الظهر، كأول خطوة ضرورية لتشخيص المرض وتحديد نوع الالتهاب. ويجب أن نشير إلى أنه في حال حدوث تهاون في اكتشاف المرض، يصبح المرض قاتلا. وكيف يتعامل الأولياء مع هذا المرض؟ بمجرد التأكد من الأعراض التي ذكرتها سابقا، على الأولياء التوجه إلى أقرب مركز صحي وقبل إعطاء أي دواء، يجب إجراء حقن للسحايا. وأنصح الأولياء بعدم التسرع في منح أطفالهم المضادات الحيوية، في حال وجود التهاب في الحلق مع عدم وجود حمى، لأن ذلك قد يخفي أعراض مرض التهاب السحايا الذي قد تكون له نتائج وخيمة، إما الموت أو العيش بإعاقة حركية أو ذهنية مدى الحياة.