قدّم المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش، من خلال المباراة الودية أمام جنوب إفريقيا، العديد من المؤشرات بخصوص الخطة والتشكيلة التي ينوي الاعتماد عليها خلال بطولة أمم إفريقيا المقبلة، بداية بالمواجهة الأولى أمام تونس، والتي كان أبرزها الفصل في الصراع بين الثنائي جمال الدين مصباح وفوزي غولام لفائدة الأول. ولم يأت اعتماد وحيد حاليلوزيتش على جمال الدين مصباح طيلة أطوار المباراة أمام جنوب إفريقيا من فراغ، ولكن لرغبة ''البوسني'' في منح لاعبه مزيدا من دقائق المنافسة التي يفتقدها مع ناديه ميلان الإيطالي لتحضيره لموعد تونس، ولو أن ذلك قد جاء على حساب الوافد الجديد فوزي غولام الذي بدت ملامحه عند مغادرته غرف ملابس ملعب أورلاندو ستاديوم توحي بأنه في قمة الغضب واختلفت عما كان عليه قبل المباراة. وقابل غولام طلبات الصحفيين الذين اصطفوا لمحاورته بتجاهل تام، ولم يكن يبدو على الأقل بأنه كان سعيدا بوضعيته على مقاعد البدلاء، أو كان ''يغني'' خلال المباراة، كما صرح حاليلوزيتش بشأنه خلال الندوة الصحفية. ومهما يكن، فإن المستوى الذي قدّمه جمال الدين مصباح أمام جنوب إفريقيا لا يمكن سوى أن يعزز خيار الناخب الوطني، بقدر ما كان الحال أيضا مع الحارس وهاب رايس مبولحي الذي أثبت مرة أخرى، من خلال تألقه في مباراة جنوب إفريقيا، بأنه سيبقى الأفضل من بين زملائه، رغم ابتعاده عن المنافسة، وبأن مشاركته كأساسي على حساب دوخة وسي محمد في ''الكان'' المقبلة يبقى تحصيل حاصل. بالمقابل، قدّم حاليلوزيتش خلال مواجهة ''البافانا بافانا'' مؤشرات أخرى تدل بأنه لم يفصل بعد في بعض الخيارات، في صورة مهدي مصطفى العاجز عن فرض نفسه في منصب الظهير الأيمن. ولهذا لم يتردد حاليلوزيتش في تجريبه في منصبه الأصلي كوسط ميدان دفاعي خلال المرحلة الثانية بعد أن دفع باللاعب الياسين بن طيبة كادامورو على الرواق الأيمن من الدفاع، حيث يبقى كادامورو الأفضل من الناحية الفنية مقارنة بمهدي مصطفى، لتشتعل المنافسة أكثر في الوسط الدفاعي بعد فشل الثلاثي الذي لعب أمام جنوب إفريقيا، وهم عدلان فديورة وخالد لموشية وعامر بوعزة، في تقديم المنتظر منهم. ويريد حاليلوزيتش منح رفيق حلّيش فرصة أخيرة لمنافسة كارل مجّاني والسعيد بلكالام في محور الدفاع، وهما اللذان ارتكبا بعض الهفوات خاصة بالنسبة للأول، ولهذا سارع حاليلوزيتش في الدفع بالمدافع حلّيش مع انطلاق المرحلة الثانية. وسيفكر المدرّب الوطني مليا قبل الفصل في الثنائي الذي سيلعب أمام تونس، وإذا كان سليماني وفيغولي قد ضمنا مكانهما في التشكيلة التي ستواجه تونس يوم 22 جانفي المقبل، فإن قادير مطالب بمستوى أفضل بكثير من الذي ظهر به مساء السبت.