''لو لم يتدخل الجيش لكانت الكارثة''.. هي الحقيقة التي أصر أحد الرهائن الجزائريين المفرج عنهم عشية أول أمس من قبل قوات الجيش الوطني، على التأكيد عليها، عندما روى لنا عبر الهاتف تفاصيل الهجوم الذي شنته مجموعة إرهابية على المنشأة النفطية بعين أمناس. الناجي البالغ من العمر 46 سنة كان لا يزال تحت الصدمة عندما تحدث إلينا عبر الهاتف، عشية أمس، لحظات قبل ركوبه الطائرة من مطار عين أمناس باتجاه بلدته بشرق البلاد، بعد أن منحته الشركة التي يعمل عندها رفقة بقية العمال عطلة غير محددة الآجال. ''الإرهابيون كانوا عازمين على ارتكاب مجزرة بالمنشأة النفطية''. وعن تفاصيل الاعتداء، قال إن الهجوم الإرهابي انطلق في حدود الساعة الرابعة و40 دقيقة صباحا، قائلا: ''كنا نستعد للخروج من غرفنا، وفجأة طلقات نارية مكثفة قطعت الصمت الذي كان يخيم على المنطقة... لم نكن نعرف ما كان يحدث في تلك الآونة.. لقد امتزج صراخ العمال بصوت الرصاص الصادر من كل جهة.. الكل كان يجري في كل الاتجاهات.. وعندما شاهدنا رجالا مدججين بالأسلحة عرفنا بأن الأمر يتعلق بإرهابيين. في بادئ الأمر قتلوا عون أمن بالباب الخارجي، ثم قتلوا بدم بارد بعض الرهائن.. أعتقد أنهم أجانب.. لم يكن بمقدورنا تحديد هويتهم.. وما زاد من هول الواقعة هو الرصاص الكثيف الذي كانت تطلقه العناصر الإرهابية دون انقطاع... كانوا يريدون ترويعنا وزرع الخوف في أنفسنا... وعندما تمكنوا من السيطرة على الوضع قال لنا أحدهم، أعتقد أنه المسؤول ''أنتم أي الجزائريين خاطيين.. نحن جئنا لنأخذ الأجانب''''. الناجي واصل بعد ذلك حديثه عن بداية العملية العسكرية التي شنتها قوات الجيش قائلا: ''... بعد حوالي ساعتين من الهجوم، شرع الإرهابيون في تجميع الرهائن ووضعونا في مجموعتين.. الجزائريون في جهة والأجانب في جهة أخرى. في تلك الأثناء لم يكن بمقدورنا معرفة ما سيحدث.. لكن عندما شرعت قوات الجيش الوطني في الهجوم، حاولت المجموعة الإرهابية الفرار على متن سيارات محملة بالرهائن الأجانب، وهي المحاولة التي باءت بالفشل، لأن الجيش لم يعطهم الفرصة، خاصة بعدما شرع في إطلاق النار صوبهم...'' وهكذا، يقول الناجي: ''اختلطت الأمور فاغتنمنا الفرصة، خاصة بعدما فتح الجيش لنا المجال للفرار إلى خارج القاعدة، وهو ما تم فعلا''، يضيف الناجي، الذي اختتم حديثه بالقول: ''نحمد الله على تدخل الجيش لأنه لولاه لحدثت الكارثة''.