دعا منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، جيل دي كيرشوف، إلى صياغة ''تصور شامل'' للأزمة المالية بشكل يترجم فكرة أن ''نهاية الحرب لا تعني نهاية المشكلة''. وذكر أن تقديرات الأوروبيين تشير إلى وجود ما بين 500 وألف ''جهادي'' يعتقد أن ثلثا واحدا فقط ''مستعد للموت وثلثان التحقوا بالجهاديين لأسباب مادية ومحلية''. حذر جيل دي كيرشوف، منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، من فكرة أن ''انتهاء العمليات العسكرية في شمال مالي لا يمكن أن تكون نهاية القصة، لأن المهمة كبيرة وهائلة''. ولفت إلى أن القضاء على التهديد الإرهابي في الساحل يحتاج إلى الجمع بين العمل العسكري لإعادة بناء دولة القانون والتنمية السياسية والاجتماعية. وقال دي كيرشوف، في حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية ''هذا هو نوع من التحدي الذي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يلبيه وهو تعبئة الموارد الهامة الخاصة بشقي الأمن والتنمية''. ولام دي كيرشوف دولا أوروبية على عدم اهتمامها بمسألة الساحل الإفريقي قبل ثلاث أو أربع سنوات، في تلك الفترة يقول ''كان الساحل مصدر قلق بالنسبة لفرنسا وإسبانيا لا أكثر، وذلك لأسباب جغرافية وتاريخية''، بينما كان اهتمام بريطانيا منصبا على ''باكستان بحكم أنها القوة الاستعمارية السابقة''، موضحا: ''لقد استغرق الأمر وقتا طويلا لكي تتفق الدول الأوروبية على أن ما يحدث في الساحل مهم لأمن القارة الأوروبية بأكملها''. ودافع منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي عن سياسة الهيئة الأوروبية في مكافحة الإرهاب، ردا على اتهامات فرنسية لهذا الهيكل بترك فرنسا معزولة في الحرب التي تقودها في شمال مالي، وأعلن ''استغرابه الشديد'' أن ''بعض الناس يقولون إن أوروبا لا تفعل شيئا... في الجوانب الإنسانية والوقائية والتنموية ومكافحة الإرهاب، فالاتحاد الأوروبي لديه مشاريع كبرى في منطقة الساحل''. وذكر ''إن الاتحاد الأوروبي يوفر إطارا ماديا، ولكن يعتمد على الموارد المتاحة المقدمة من الدول''، وتحدث عن ضرورة مسايرة تسارع الأزمة المالية الناجمة عن تدخل الجيش الفرنسي، ما يضطر الأوروبيين إلى تكثيف برامج ''تعزيز البعد الأمني المدني، فمالي في حاجة لتكوين الشرطة والدرك والعدالة لتكون أفضل تسليحا ضد الإرهاب''، وحث على توسيع هذا التعاون قائلا: ''من الضروري تعزيز التعاون على الصعيد الإقليمي، وليس فقط مع النيجر ومالي وموريتانيا، ولكن أيضا مع الدول المجاورة مثل نيجيريا والسينغال''. ووفقا لتقديرات دي كيرشوف، فإن ''عدد الجهاديين الموجودين في منطقة الساحل يتراوح بين 500 وألف''. وقال: ''نتوقع ونتمنى أن الثلث منهم فقط مستعد حقا فكريا للموت''، أما العدد المتبقي، في تقدير المسؤول الأوروبي، ''فيشكل مجموعات التحقت بالجهاديين لأسباب مادية أو محلية. وقال إن العمليات العسكرية الجارية حاليا هدفها ''فصل ثلثي عناصر الجماعات الجهادية عن الثلث الذي يمثل النواة الصلبة، من خلال السماح لهم بالعودة إلى أنشطتهم السابقة. وقال منسق مكافحة الإرهاب إنه من الضروري أيضا مرافقة العمل العسكري لضمان الأمن في المدن الرئيسية في شمال مالي وتومبوكتو وغاو حتى ''يتمكن الشعب من رؤية الفرق في حياته اليومية''.