أكّد رئيس الوزراء البريطاني، دافيد كامرون، أول أمس بالجزائر العاصمة ، أن الجزائر و بريطانيا العظمى ''متّحدتان'' في مجال مكافحة الإرهاب، مبرزا إرادة البلدين في تعزيز الشراكة ''الإستراتيجية'' في مجال الدفاع والأمن والاستعلامات ومكافحة الإرهاب. قال ديفيد كامرون، في تصريح عقب المحادثات التي جمعته برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بقصر الشعب، إن بلاده و الجزائر ''عانا من ظاهرة الإرهاب و يفهمان بعضهما جيدا''. وأوضح، في هذا الصدد، أنه تطرّق مع الرئيس بوتفليقة إلى ''تعزيز الشراكة الثنائية في مجال مكافحة آفة الإرهاب في المنطقة (الساحل)''. وذكر الوزير الأول البريطاني ''إن التهديد الإرهابي لتنظيم القاعدة، الذي نواجهه في أجزاء من باكستان أو اليمن أو الصومال، أكبر بكثير من إرهاب القاعدة الذي ينمو في مالي''، مستطردا، في هذا الصدد، ''لكن لأنها تنمو لا ينبغي لنا أن نتجاهل ذلك، ينبغي العمل في شراكة من أجل محاربة الإرهاب''. وأفادت مصادر حكومية بريطانية، رفضت الكشف عن هويّتها، أنه ''كجزء من هذه الشراكة بين لندنوالجزائر، ينبغي تبادل المعلومات بشأن أمن الحدود وأمن الطيران، ومحاربة التهديدات التي تمسّ باستقرار منطقة شمال إفريقيا''. وأشارت المصادر نفسها إلى أنه ''يُنتظر عقد اجتماعات لخبراء من المملكة المتّحدة والجزائر في الأشهر المقبلة''. من جانب آخر، أوضح ديفيد كامرون ''لقد تعلّمنا من دروس الماضي بأنه لا يمكن معالجة هذه المشاكل فقط بالوسائل العسكرية أو الأمنية''، مبرزا ''نحن بحاجة إلى الدمج بين جواب أمني قوي، ولكن أيضا العمل مع شركائنا الدوليين، في استخدام دبلوماسيتنا، و ميزانية المساعدات، وباستخدام جميع الوسائل المتاحة لنا، بما في ذلك محاولة إيجاد تسوية سياسية لبعض المطالب التي من ورائها يستفيد الإرهابيون''. وشدّد كامرون، أيضا ، أن ''شمال إفريقيا يجب ألاّ تصبح عراقا آخر أو أفغانستان''، مضيفا ''نحن لا ننظر إلى هذه المنطقة بالتفكير بأن الجواب هو عسكري بحت، وهذا ليس هو الحال'' . وبالمناسبة قدّم كامرون تعازي بلاده لضحايا الهجوم الإرهابي ''الرهيب''، الذي تعرّض له الموقع الغازي لتيفنتورين. ومن جهة أخرى، وصف كامرون المحادثات مع الرئيس بوتفليقة ب''الجيدة''، مذكّرا بأن زيارته للجزائر تعدّ الأولى من نوعها لرئيس وزراء بريطاني منذ .1962 وأكّد بأن الجانبين اتّفقا على ''العمل على إرساء شراكة إستراتيجية''، مضيفا بأن ''حيّزا هاما من هذه الشراكة يخصّ الجانب الأمني، لا سيما في مجال الدفاع و الاستعلامات و مكافحة الإرهاب''. وفي ردّه على سؤال يتعلّق بمشاركة بلاده في التدخّل العسكري بمالي، أوضح كامرون أن بريطانيا ''لن ترسل فرقا عسكرية للمشاركة في هذه الحرب''. و قال، في هذا الصدد، ''إننا نؤمن بضرورة إيجاد حلول سياسية و دبلوماسية، و كذا اقتصادية، في المستقبل لتسوية الوضع في مالي'' . وقد أنهى رئيس الوزراء البريطاني، دافيد كامرون، أمس، زيارة عمل وصداقة إلى الجزائر دامت يومين.