ثمن مدرب منتخب نيجيريا، ستيفان كيشي، التأهل الذي حققه فريقه إلى الدور نصف النهائي من منافسة كأس أمم إفريقيا على حساب المرشح الأول منتخب كوت ديفوار. وقال في حواره ل''الخبر'': إن ''الثقة الكبيرة التي وضعها في العناصر الشابة والتي ينشط أغلبيتهم في البطولة المحلية أعطت ثمارها''. كما تأسف لخروج الجزائر من الدور الأول. حققتم التأهل إلى الدور نصف النهائي في كأس أمم إفريقيا على حساب المرشح الأول للتتويج بالتاج القاري كوت ديفوار، ما تعليقك على هذا الإنجاز؟ أنا جد سعيد بهذا الإنجاز الذي حققناه وأمام منتخب قوي، كما قلت، مرشح للتتويج بالكأس. وأظن أن هذا التأهل لم يكن بضربة حظ وإنما نتيجة المجهودات الكبيرة التي بذلها اللاعبون في الميدان والتحضيرات التي قمنا بها تحسبا لتلك المباراة. كنت تتوقع مروركم إلى الدور نصف النهائي في الوقت الذي رشح أغلبية المتتبعين منتخب كوت ديفوار للفوز ؟ في كرة القدم كل شيء ممكن، أعترف بأن المنتخب الإيفواري قوي جدا وبالنسبة لي يبقى أحسن منتخب في القارة الإفريقية، ويملك في صفوفه لاعبين ممتازين. لكن في مباراة واحدة كل شيء ممكن أن يحدث. وأنا شخصيا انزعجت كثيرا قبل المباراة من التصريحات التي كانت ترشح كوت ديفوار للفوز واستصغارهم المنتخب النيجيري، فكنت أؤمن بفريقي، ولاحظت إرادة كبيرة لدى اللاعبين في رفع التحدي والرد فوق أرضية الميدان على الذين شككوا في إمكانياتهم، واستطاعوا خلال اللقاء فرض منطقهم واللعب بأكثر واقعية مع تطبيقهم التعليمات التي قدمتها لهم. ما هي التعليمات التي قدمتها للاعبيك ومكنتهم من صنع الفارق أمام الإيفواريين ؟ حضرنا لمواجهة كوت ديفوار في ظرف أربعة أيام، وصراحة لم أتوقع أن يتحلى عناصري بالانضباط التكتيكي، خاصة أن أغلبية اللاعبين شباب وتنقصهم الخبرة. لقد طلبت منهم الضغط على حامل الكرة وعدم ترك المساحات للإيفواريين لبناء اللعب من الخلف، فوجدوا صعوبات في إخراج الكرة من دفاعهم وحتى في وسط الميدان. كما كلفت بعض اللاعبين بمراقبة يايا توري وفرض رقابة لصيقة على المهاجم دروغبا، فوفقنا في خطتنا وأعطت ثمارها، كما طلبت من اللاعبين اللعب دون مركب نقص وبدون ضغط، وهو ما جعلهم يخوضون المباراة بارتياح ويسيطرون في أغلب فتراتها. عكس ما جرت عليه العادة سابقا، فإن المنتخب النيجيري يخوض هذه ''الكان'' بلاعبين أغلبيتهم ينشطون في البطولة المحلية، فهل هو اختيار مدروس أم اضطراري ؟ فضلت الاعتماد على اللاعبين المحليين مع إشراك بعض العناصر المحترفة الشابة. وأردت هذه المرة منح الفرصة للاعبين المحليين لأن التجارب السابقة علمتنا أن الاعتماد على المحترفين فقط لن يعطي النتائج المرجوة، ولهذا قررت منح الفرصة للاعبين الذين ينشطون في البطولة النيجيرية، وقلت لهم إنني أضع كامل ثقتي فيهم، فلم يخيبوني وقادوا نيجيريا إلى الدور نصف النهائي وعلى حساب المرشح رقم واحد كوت ديفوار. بإزاحتكم منتخب كوت ديفوار هل يمكن القول إن كيشي يريد التاج القاري ؟ لا يوجد مدرب في العالم لا يريد التتويج بالكأس الإفريقية، ولكن قبل الحديث عن التاج القاري يجب التحضير لمواجهة مالي في الدور نصف النهائي. تنتظرنا مواجهة قوية أمام منافس غني عن كل تعريف، ومدجج بلاعبين موهوبين يقودهم سايدو كايتا صاحب الخبرة. والتفكير في مواجهة مالي انطلق في غرف حفظ الملابس بملعب روايال بافوكينغ برستنبرغ. وسنحضر لهذه المواجهة جيدا مثلما فعلنا في لقاء كوت ديفوار. المنتخب الجزائري الذي رشحه البعض للذهاب بعيدا في هذه الدورة كان أول منتخب يتذوق طعم الإقصاء ما تعليقك؟ قبل حديثي عن المنتخب الجزائري أود الحديث عن منتخبات شمال إفريقيا عموما، تونس والمغرب أيضا، وهي تعيش نفس المشاكل، رغم أن هذه البلدان تمتلك مواهب كثيرة وفنيات عالية. أما المنتخب الجزائري فهو غني عن كل تعريف، حيث كسب في كل الفترات لاعبين مميزين، على غرار جيل ماجر الذي توج بالكأس الإفريقية سنة .90 وصراحة المشاكل التي عاشتها الكرة الجزائرية سبق لنيجيريا أن مرت بها. وحسب اعتقادي يجب الاهتمام باللاعب المحلي والبحث عن سياسة جديدة لتطوير كرة القدم داخل البلد، وليس الاعتماد دائما على اللاعب المحترف.