قدّرت مصادر مسؤولة عدد الأساتذة ''المستخلفين'' الذين لم يتم صبّ مستحقاتهم المالية منذ الدخول المدرسي، بأكثر من 5 آلاف أستاذ عبر كامل الوطن، أغلبهم يقترض الأموال من أجل ركوب الحافلة والتوجه إلى المؤسسات التربية، وحتى تناول وجبة الغذاء. وتفاقمت أزمة تأخر صبّ أجور الأساتذة بعد مرور خمسة أشهر من الدخول المدرسي، حيث دق هؤلاء ناقوس الخطر، بالنظر إلى تدهور وضعيتهم الاجتماعية، وحذروا من ''غضب'' أو ''تمرد'' في حال استمرار الوضع شهرا آخر. وقرّرت نقابات التربية العودة إلى الاحتجاج، من خلال ''هيئة ما بين نقابات التربية'' التي لن تتنازل عن تمكين الأساتذة من أجورهم كما ينبغي. وقال المنسق الوطني بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، نوار العربي، في تصريح ل''الخبر''، إن ''المشكل الخاص بهذه الفئة يتمثل أساسا في الإجراءات الإدارية التي يخضع لها عملية احتساب الأجر، بما فيها رقابة الوظيف العمومي والخضوع للمراقب المالي''. ومع هذا، فلا يمكن أن يتأخر تسديد الأجور إلى حدّ يزيد عن 5 أشهر، خصوصا أن حتى الناجحين في مسابقة التوظيف، والبالغ عددهم بحوالي 15 ألف أستاذ، من بينهم 5 آلاف أستاذ في الثانوي من غير الحاملين لشهادة ماستر، والذين يجبرون على العمل كمستخلفين لمدة سنة كاملة من أجل تعويض سنة من التكوين. ويضيف نوار العربي بأن هؤلاء تم ''توظيفهم كمستخلفين، حتى يتمكنوا من تسوية أجورهم ووضعيتهم القانونية كمستخلفين، فهم يعانون من التأخير في الأجور أيضا''. ويطرح المشكل على مستوى مديريات التربية، وتحديدا في مصلحة الأجور التي تعاني من سوء تسيير، ولهذا ''نطالب بالتعجيل بصبّ أجورهم، فهل يعقل أن يعيش الواحد شهرا واحدا بلا أكل، فما بالك بخمسة أشهر كاملة؟''.