قتل 52 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 200 اخرين في اعتداء جديد بالقنابل استهدف السبت المسلمين الشيعة في المنطقة الجنوبية الغربية المضطربة في باكستان، البلد الذي يشهد صعودا كبيرا للنزعة الاصولية المتشددة واعمال عنف ضد هذه الاقلية الدينية. وهو من اكثر الاعتداءات دموية ضد شيعة باكستان الذين يشكلون نحو 20% من سكانها البالغ عددهم 180 مليون معظمهم من السنة. وانفجرت القنبلة التي فجرت عن بعد مساء اليوم في سوق محلية ببلدة "هزارة تاون" التي يسكنها الشيعة الهزارة والواقعة في ضواحي كويتا عاصمة ولاية بلوشستان الحدودية مع ايران وافغانستان التي تعد مسرحا للعنف المذهبي بين الغالبية السنية والاقلية الشيعية في باكستان.وتشكل هذه الاخيرة خمس عدد سكان البلاد البالغ 180 مليون نسمة.وقال مسؤول الشرطة المحلي فايز احمد لفرانس برس "قتل 52 شخصا على الاقل" واصيب اكثر من 200 اخرين. واوضح مسؤول اخر في الشرطة يدعى وزير خان نصير ان "الانفجار نجم عن قنبلة فجرت عن بعد" مؤكدا انه "هجوم مذهبي يستهدف الطائفة الشيعية".وصرح وزير داخلية الولاية اكبر حسين دوراني لفرانس برس بان "القنبلة زرعت بالقرب من عمود بناية انهارت من قوة الانفجار، واحتجز كثير من الناس تحت الانقاض" موضحا ان بين القتلى نساء واطفالا.وذكر مسؤولون وشهود عيان ان حشودا غاضبة احاطت بالمنطقة بعد الانفجار والقت الحجارة على الشرطة المتهمة بعدم حماية الشيعة.وتزايدت اعمال العنف المذهبية ضد الاقلية الشيعية بشكل كبير في السنوات الاخيرة في باكستان وخصوصا في بلوشستان.وتبنت حركة عسكر جنقوي هذا الاعتداء في تصريحات لصحافيين محليين في كويتا. وهذه الجماعة السنية المسلحة التي انشئت في منتصف التسعينات محظورة في باكستان لكن ذلك لا يمنعها من ارتكاب كثير من الاعتداءات.وتبنت هذه الحركة الشهر الماضي اعنف اعتداء يستهدف الشيعة في باكستان تمثل في هجومين انتحاريين متزامنين امام نادي بلياردو في كويتا اسفرا عن مقتل اكثر من 80 شيعيا.وبعد هذا الحادث المفجع نفذ ملايين الشيعة اعتصاما احتجاجيا امام هذا النادي رافضين دفن اقاربهم. وفي اليوم التالي اقالت اسلام اباد الحكومة المحلية.واستنادا الى منظمة هيومن رايتس ووتش فان اكثر من 400 شيعي قتلوا في باكستان عام 2012 "السنة الاكثر دموية" في تاريخ شيعة هذا البلد. الا ان تزايد اعمال العنف ضد الشيعة منذ مطلع العام لحالي والذي اسفر حتى الان عن مقتل 165 شخصا على الاقل ينذر بان يكون عام 2013 اكثر دموية.ونددت هيومن رايتس ووتش ب"جبن ولا مبالاة السلطات" امام هذه "المذابح التي ترتكب بدم بارد".ودان رئيس الوزراء الباكستاني راجا برفيز اشرف مساء السبت هذا الاعتداء الجديد وطالب بسرعة القبض على منفذيه واحالتهم على القضاء.من جهة اخرى تشهد باكستان حرب نفوذ بين السعودية، التي يشتبه في انها تمول الحركات الوهابية المتشددة، وايران، اكبر دولة شيعية، كما يرى العديد من المحللين.ياتي اعتداء السبت ايضا في خضم ازمة سياسية في بلوشستان ومع اقتراب الانتخابات التشريعية المقررة قبل منتصف ايار/مايو المقبل.