تتسلم روسيا سدة رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في المرحلة القادمة منذ 1 آذار/مارس. ومن المتوقع أن تركز روسيا على حل عدد من القضايا الهامة التي تواجه المجتمع الدولي حينما ترأس مجلس الأمن الدولي، وبالأخص الأزمة في سوريا وأيضا الوضع في أفغانستان وكوريا الشمالية.وأكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف للصحفيين أن روسيا ستدخل حل الأزمة السورية في قائمة أولويات مجلس الأمن حينما ترأسه.وما فتئت روسيا تشدد على ضرورة وقف القتال في سوريا لإنهاء معاناة السوريين. ومن أجل ذلك يجب بدء التفاوض بين الحكومة السوريةوالمعارضة طبقا للبيان الصادر عن اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في حزيران/يونيو من عام 2012.وما زالت روسيا تسعى إلى إقناع الحكومة السورية والمعارضة بضرورة الجلوس حول طاولة واحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال والتحول لحل المشاكل بينهما بالطرق السلمية.ولكيتحقق روسيا مرادها تسعى إلى حث كل الأطراف المعنية بحل الأزمة السورية على استخدام نفوذها مع الأطراف السورية لكي تبدأ الحوار، ولاسيما الفصائل من المعارضة لأن الحكومة السورية كانت قد أبدت الاستعداد لمفاوضة المعارضة.ورصد الطرف الروسي تغيراً لموقف المعارضةالسورية في الفترة الأخيرة بعد أن أبدى رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب الاستعداد لبدء حوار مشروط مع الحكومة.وكان لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقاء مع الخطيب في 2 شباط/فبراير على هامش مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية. وقال لافروف "أحسستخلاللقاء قصير بأنه (الخطيب) يريد أن يفهم موقفنا ووجهة نظرنا على نحو أفضل. وقلتُ إن الخطيب أعلن منذ أيام أنه يتطلع إلى حوار مشروط مع ممثلين عن الحكومة السورية. إنها خطوة هامة جدا لاسيما وإن الائتلاف الوطني السوري المعارض كان يرفض أي محادثات مع النظام رفضاقاطعا منذ تأسيسه. وأظن أن حس الواقع تغلب على ما عداه. وبطبيعة الحال فإن هذا لا يضمن بدء الحوار ولو لسبب واحد هو أن المعارضة تفتقر إلى فريق مفاوض في حين تضم المعارضة مجموعات مختلفة يصعب لها أن تتفق على تشكيل وفد واحد. ويتجه التفكير، مع ذلك، إلى اتجاهصائب. وذكّرتُ الخطيب بأن الطرف الروسي أسرع بعد تشكيل الائتلاف وتعيينه رئيسا له أسرع بإبداء الرغبة في إجراء اتصالات".وبطبيعة الحال فإن الطرف الروسي يرى أهمية التوصل إلى اتفاق مع الطرف الأمريكي على حل للأزمة السورية يرتضيه الطرفان المتنازعان في سوريا وكلالأطراف الأخرى.وبحث لافروف خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي جون كيري إمكانية بدء الحوار السياسي بين الحكومة السورية والمعارضة.وقال لافروف للصحفيين، في إشارة إلى الاتصالات التي أجراها مع الطرف الأمريكي وغيره من الأطراف المعنية بحل الأزمة السورية،"ظهرتبوادر الأمل في أن تتحدث الحكومة والمعارضة بجدّ حول ضرورة الحوار.. وناقشنا كيف نساعدهما على عدم اتخاذ ما تطرحانه من شروط مسبقة عقبة على طريق هذا الحوار".وكشف لافروف عن اتفاق الطرفين الروسي والأمريكي على اغتنام "بوادر الأمل" لبدء التفاوض بين الحكومة السورية والمعارضة.ويعلق الطرف الروسي آمالا كبيرة على دور جامعة الدول العربية في حل الأزمة السورية.ويجب أن يصل وفد من جامعةالدول العربية إلى موسكو ليبحث مع المسؤولين الروس استمرار الحوار بين الجامعة العربية وروسيا. وبطبيعة الحال فإن الأزمة السورية ستكون إحدى المواضيع الرئيسية المدرجة على جدول المحادثات الروسية العربية.